+A
A-

واشنطن تعتبر أوكرانيا قادرة على كسب الحرب إذا حصلت على "المعدات المناسبة"

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين إن بإمكان أوكرانيا كسب الحرب مع روسيا إذا حصلت على "المعدات المناسبة"، في أعقاب زيارة  إلى كييف برفقة وزير الخارجية أنتوني بلينكن فيما واصل الجيش الروسي ضرباته مستهدفا خصوصا منشآت للسكك الحديد في وسط البلاد الغربي.

وقال أوستن لمجموعة من الصحافيين بعدما التقى وبلينكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "الخطوة الأولى للانتصار هي الثقة بإمكانية الفوز".

وأضاف "نرى أن بإمكانهم الفوز، يمكنهم الانتصار إذا كانت لديهم المعدات المناسبة".

ومضى أوستن إلى القول إن الولايات المتحدة تأمل في إنهاك الجيش الروسي في أوكرانيا، لمنعه من القيام بعمليات غزو أخرى في المستقبل.

وقال "نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى حد لا تستطيع معه القيام بالأشياء التي قامت بها مثل غزو أوكرانيا".

وأضاف "لقد خسرت الكثير من القدرات العسكرية والكثير من الجنود ولا نريد أن تتمكن سريعا من إعادة تكوين قدراتها".

وجاءت الزيارة بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثالث وبعد سقوط آلاف القتلى ونزوح ملايين الأشخاص. وترافق النزاع مع حملة دعم من دول الغرب التي أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.

يطالب زيلينسكي دول الغرب منذ أشهر بأسلحة ثقيلة بينها مدفعية وطائرات مقاتلة. ويؤكد أن قواته يمكنها أن تقلب مسار الحرب مع المزيد من الأسلحة.

ويبدو أن نداءاته تلقى صدى، فقد تعهد عدد من دول حلف شمال الأطلسي في الأيام القليلة الماضية إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ومعدات، رغم احتجاج موسكو.

وتتقدم الولايات المتحدة الدول المانحة للمساعدات المالية والعسكرية لهذا البلد، وهي من أهم الداعين لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.

وسيكون تزويد أوكرانيا أسلحة في صلب اجتماع يعقد الثلاثاء في المانيا بين وزير الدفاع الأميركي ونظرائه في أربعين دولة حليفة.

وقال أوستن "سنبذل قصارى جهدنا بكلّ ما نستطيع وبأسرع ما يمكن ليحصلوا (الأوكرانيون) عليها، لإعطائهم ما يحتاجون إليه".

وشكر زيلينسكي الاثنين الأميركيين والرئيس جو بايدن "شخصيا" على دعمهم. وشدد على أن المساعدة العسكرية الأميركية "غير المسبوقة" والبالغة 3,4 مليارات دولار "هي المساهمة الأكبر في تعزيز قدرات الدفاع الأوكرانية".

واكد بايدن الاثنين أيضا قرب تعيين سفيرة جديدة للولايات المتحدة في كييف هي بريدجت برينك السفيرة الحالية في سلوفاكيا. والولايات المتحدة ممثلة في أوكرانيا بقائم بالأعمال منذ 2019.

من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس الإثنين أنّ بلاده ستقدّم لأوكرانيا "عدداً صغيراً" من مدرّعات "ستورمر" المزوّدة أنظمة دفاع جوي صاروخية من طراز "ستارستريك".

وقال والاس في خطاب أمام البرلمان إنّ صواريخ "ستارستريك" المضادة للطائرات والتي سبق للمملكة المتّحدة وأن وعدت بها أوكرانيا وصلت.

- "لا اتفاق" لإخلاء ازوفستال -

جاءت الزيارة البالغة الحساسية للوزيرين الأميركيين على وقع احتدام المعارك في أوكرانيا ما أرخى بثقله على احتفالات عيد الفصح في البلد ذي الغالبية الأرثوذكسية.

والاثنين قتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 18 آخرون في ضربات روسية طالت منشآت للسكك الحديد في منطقة فينيتسيا في وسط غرب أوكرانيا على ما أعلنت النيابة العامة المحلية. وهذه المنطقة بمنأى نسبيا عن المعارك.

وفي وقت سابق قال مدير السكك الحديد الأوكرانية الكسندر كاميشين عبر تلغرام إن "القوات الروسية تواصل تدمير منشآت السكك الحديد بشكل منهجي".

وأضاف "هذا الصباح وفي غضون ساعة استهدف القصف خمس محطات للسكك الحديد في وسط أوكرانيا وغربها".

وتشكل فينيتسيا مركزا مهما لرحلات القطارات إن في داخل أوكرانيا أو تلك الخارجية. وتمر غالبية القطارات الدولية التي تعبر البلاد بهذه المحطة.

وأدى انفجار صاروخ صباح الاثنين إلى اندلاع حريق في محطة كراسنه قرب لفيف في غرب أوكرانيا على ما قال حاكم المنطقة مشيرا إلى أنه لا يملك معلومات حول ضحايا محتملين.

في مدينة ماريبول الساحلية الاستراتيجية في أقصى جنوب دونباس التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل وحيث لا يزال بحسب كييف نحو مئة ألف مدني عالق، بدا الوضع في طريق مسدود.

فمع تواصل عمليات القصف طوال عطلة نهاية الأسبوع في مجمع ازوفستال لصناعات الفولاذ الذي يتحصن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو ألف مدني على ما يقولون، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق نار الاثنين اعتبارا من الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (الساعة 11,00 ت غ) "لضمان رحيل" المدنيين "إلى الوجهة التي يختارونها".

إلا ان كييف نفت أن يكون تم التوصل إلى اتفاق.

وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتوك على تلغرام "للأسف لا توجد اتفاقيات بشأن الممرات الإنسانية من آزوفستال اليوم".

وفي بقية أرجاء منطقة دونباس، أكد الجيش الأوكراني السبت أنه صد سلسلة من الهجمات الروسية في دونيتسك ولوغانسك حيث تتعرض بلدات كثيرة مثل روبيجنه لقصف يومي.

وأعلنت روسيا نيتها السيطرة على كامل هذا الحوض الصناعي الكبير الذي يسيطر انفصاليون موالون لها على جزء منه منذ العام 2014، والهيمنة الكاملة على جنوب أوكرانيا الذي يشهد معارك يومية.

وفي روسيا اندلعت النيران في مخزن كبير للمحروقات في مدينة بريانسك الواقعة على بعد 150 كيلومترا من الحدود الأوكرانية والتي تشكل قاعدة لوجيستية للقوات الروسية على ما أفادت موسكو.

وفيما يتهم الروس كييف بانتظام بشن هجمات على البلدات الأقرب ألى الحدود الأوكرانية، لم توضح السلطات الروسية على الفور أسباب الحريق.

واكدت أجهزة الاستخبارات الروسية الاثنين أنها أوقفت "عناصر في مجموعة نازية جديدة" كانوا يخططون على ما أكدت، لاغتيال مقدم البرامج الشهير فلاديمير سولوفييف مسؤول الدعاية في النظام الروسي بأمر من كييف. ولم تعلق كييف على الفور.

- "أتمنى أن تتوقف" -

وتواصلت المعارك أيضا في خاركيف ثاني مدن اوكرانيا في شمال شرق البلاد. ويضطر القصف اليومي المدنيين في الأحياء المستهدفة إلى النوم في الطوابق السفلية منذ أسابيع.

وقال أليكس (14 عاما) الذين ينام مع عائلته في مراب تحت الأرض لوكالة فرانس برس "كان الأمر مرعبا في الأسبوع الأول ومن ثم اعتدنا".

وتابع قائلا "خلال الأسبوع أعود في الصباح إلى منزلي لاتمام واجباتي المدرسية ومن ثم أعود إلى هنا لتناول الغداء وممارسة ألعاب عبر الهاتف".

وأضاف "اهلنا لا يطلعوننا على تفاصيل الحرب لكننا ندرك أن الحرب مستمرة".

وأكد "أتمنى أن تتوقف وأن يتمكن الرئيسان (الأوكراني والروسي) من الاتفاق لاحلال السلام".

لكن الجميع بات يتوقع حربا طويلة في حين تتعثر المفاوضات بين موسكو وكييف وفيما أدى الغزو الروسي إلى تشريد نحو 13 مليون شخص من بينهم أكثر من خمسة ملايين غادروا أوكرانيا بحسب الأمم المتحدة.

وأتى النزاع على التعاون بين روسيا والدول الغربية التي تستمر في اتخاذ إجراءات متبادلة بطرد دبلوماسيين. وأعلنت موسكو الاثنين طرد 40 دبلوماسيا ألمانيا في إجراء رد على تدبير مماثل اتخذته برلين قبل فترة قصيرة.

وفي ظل هذا الوضع ينتظر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين تركيا التي تحاول لعب دور الوسيط في النزاع قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى موسكو ومن ثم كييف.