العدد 4939
السبت 23 أبريل 2022
banner
تأجج ثوري في المجتمع ومخاوف من السقوط (1)
السبت 23 أبريل 2022

في خطاب لخامنئي ألقاه أمام مسؤولين في حكومته في 12 أبريل 2022 دعاهم والشعب إلى التحلي بالصبر وعدم التعب واليأس و”عدم تخييب آمال الناس وإرساء الشعور بالمأزق لدى المجتمع”، وهي ما أسماها النظام باضطهاد الشعب، والدولة والثورة.. (تليفزيون شبكة خبر 12 أبريل 2022). يعترف خامنئي ضمنيا بحقيقة أن الشعب نفد صبره على النهب والقمع وجميع أنواع الاضطهاد الذي يمارسه هو وحكومته، وأن خامنئي يشعر جيدا بخطر الانتفاضة، فقد وصلت الأوضاع إلى حد أنه يمكن سماع المخاوف بشأن أزمات النظام في كل مكان وفي كل محفل، وقد قارن البعض الظروف الحالية بظروف السنوات والأشهر الأخيرة لنظام الشاه.
وأشارت صحيفة مستقل الحكومية بتاريخ 16 أبريل 2022 إلى ثورة فبراير 1979 ضد نظام الشاه المنبوذ، واستندت إلى قول الشاه إنه سمع رسالة ثورة الشعب، وشبهت الصحيفة ضمنيا الوضع الحالي بالسنوات والشهور الأخيرة من حكم الشاه وكتبت تقول: “لم يتوقع الشعب انفراجا بترميم البناء السياسي، وهدم نظام بهلوي القديم المتهاوي ليبني بناء سياسيا حديثا على أنقاضه”.
وهناك حديث الآن عن مؤسسي الوضع الحالي، وعن الحكومة العاجزة عن القيام بإجراءات إيجابية، ولم تتقدم سوى بأداء وتوجهات سلبية بحتة.. و”تتحدث بنظريات وأدبيات على نحو لا ينسجم مع مسامع الأمة”، إنه اعتراف واضح بوجود تأجج ثوري في المجتمع بتعبيرات ومفردات مختلفة، وقد وصفوا العلاقة الحالية بين الشعب والنظام بالمتأزمة، ونصحوا القادة بالتفكير في الأزمة الحالية بالمجتمع بأسرع ما يمكن وإلا فإن أزمة أكبر في الطريق.
وكتبت صحيفة همدلي الحكومية في 16 أبريل 2022: “تستمر الأزمة بمثابة جرح مزمن مؤلم في جسد المجتمع الإيراني، مهددة الحياة لسنوات عديدة”، وفي أدبيات السلطة الحاكمة يتم استخدام عبارة “الظروف الحالية الحرجة” بدلا من كلمة “أزمة”، وقد أصبحت هذه العبارة مصدرا للسخرية والمفارقة المريرة في المجتمع.. “السؤال الرئيسي هنا.. ما الذي حصل عليه مجتمعنا ليبقى واقفا على قدميه في ظل الأزمة؟”. والجواب على هذا السؤال واضح جدا وهو أن تحقيق هدف “البقاء واقفا على قدميه في هذه الأزمات” يكون بتأجيج الثورة بالمجتمع، ولن يتحقق أي إنجاز سوى بنهوض جماهير الشعب من الآن فصاعدا من خلال استمرار احتجاجاتهم وانتفاضاتهم ليحولوا هذه الأزمة القائمة إلى نهضة وثورة شاملة لإنهاء سلطة خلق الأزمات، سلطة ولاية الفقيه. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .