العدد 4917
الجمعة 01 أبريل 2022
banner
وتئن الذكرى... ذكرى فقد أبي
الجمعة 01 أبريل 2022

نعم الذكريات تجتمع على الإنسان، وقد تكون حزينة، وقد تكون مفرحة، ذكريات لها في القلب بصمة تجعل القلب من شدة الألم أو الفرح يخفق، يا لها من مشاعر تجتمع وتكون عنوانا للألم أو الفرح، راودتني ذكرى وفاة والدي الذي رحل العام الماضي في 28/8/1442، وهنا يكمل عاما كاملا، نعم هي ذكرى نزيف، وهل سمعتم بنزيف المشاعر وتدفقها، مشاعر تختلط مع بعضها لينتج عنها الألم والحزن في مواضع كثيرة، ومواقف عصيبة ومشاعر في أوقات فرح وسعادة فتعلن مسارها، حقيقة عندما يجتمع الترقب والأمل والألم والحزن فإنها مشاعر تجعل العين تنزف، وكلها حسرة وتعب، نعم سأكتب ما يخالجني ويخالج قلبي.. نعم إنه بوح قلم في لحظة ألم.. قلبي وقلمي هنا ينزف على أبي الذي رحل. شهور وليال وأيام عصيبة تعصف بقلوب قلقة على ما يعتريها، كانت الأفكار تُحلق بعيدا تارة للخير وتارة للألم والحزن.
لقد توقف كل شيء في حياتي وَشُلَّ تفكيري وتبعثرت أوراقي، ألْتَفت يمنة ويسرة أين أنت، لقد طال البعد عن حبيب هو كل الحياة بالنسبة لي، يا رب وحدك تعلم حجم حبي لأبي، فيا رب ارحمه وسُر خاطري برؤيته في منامي مرتاحا، ربي اجعل قبره روضة من رياض الجنة، فقد أعطاني ما أريد ولم يحرمن شيئا، فهو الأب والأخ والصديق والرفيق، أحتاجه وأحتاج قربه، أحتاج دعمه، أحتاج وقوفه معي.. لكن لكل أجل كتاب، كلماتي تغادر موطن القلم عند الحديث عن أبي، هاهي تنزف نزف الحزين الباكي، فيا رب رحمة واسعة لمن هو الدنيا بأكملها. إلى أحب قلب وأجمل ملامح عشقتها، إلى أحن قلب حنانه وعطفه لا يُنسى، أفتقدك وأشتاق لحديثك وكلامك، ربي قد طال بعده عني وطال معه حزني وألمي، إلهي صُب على جسده الراحة.
وختاما أدعو الله عزَّ وجلَّ أن يتغمد والدي بواسع رحمته، وأن يرفع منازله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وأن يسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجمعنا وإياه في دار كرامته، إنه القادر على ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .