أكدت دراسة علمية لأستاذ في جامعة البحرين، العلاقة الوثيقة بين فقه الأولويات وقضايا العصر كالجوائح والأوبئة، مشددة على جواز الإجراءات العبادية والصحية في مواجهة الأوبئة.
ولفتت الدراسة - التي أعدها عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية الدكتور سلمان دعيج بوسعيد - إلى أن أثر فقه الأولويات يبرز في أهم الإجراءات الخاصة بالعبادات في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) الحالية.
ونشرت الدراسة - الموسومة بعنوان: "فقه الأولويات وأثره على أهم الإجراءات العبادية والصحية لمواجهة جائحة كوفيد-19: دراسة فقهية" - مجلة "التجديد"  العلمية المحكمة التي تصدر عن الجامعة الإسلامية العالمية في دولة ماليزيا.
وعرَّف الباحث فقه الأولويات بأنه العلم بالأحكام الشرعية المستحقة للتقديم على غيرها من الأحكام، بالاعتماد على أدلة شرعية نقلية وعقلية، مع مراعاة تحقيق التوازن بين الواقع والمصالح الشرعية. 
وقال الأستاذ المساعد في الفقه والأصول: "تبرز أهمية هذا البحث في بيان علاقة فقه الأولويات الذي جاءت به الشريعة الإسلامية بمستجدات الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس التاجي المستجد (كوفيد 19)، وبخاصة مع استمرار تأثير الجائحة على العالم".
وأشار د. بوسعيد إلى أن "مشكلة البحث تمثلت في تأصيل العلاقة بين فقه الأولويات والإجراءات العبادية والصحية المتخذة لمواجهة الجائحة؛ بهدف بيان مفهوم فقه الأولويات ومشروعيته، وأثره على أهم الإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات الجائحة".
وبحثت الدراسة ما يتعلق بتعليق الصلاة في المساجد، وتحديد أعداد الحجاج، والحجر والعزل الصحيين، والتطعيم المضاد وقضاياه، واشتراط الفحص الطبي قبل السفر، بالإضافة إلى الفتاوى العالمية المعاصرة ذات الصلة بالجانبين العبادي والصحي.
وأكدت الدراسة - التي وظفت المنهجين الاستقرائي والوصفي التحليلي - جواز تعليق صلاة الجماعة والجمعة، وتحديد أعداد الحجاج، وتعليق العمرة في حالة الحاجة إلى منع تفشي الجائحة بين الناس؛ استنادًا إلى مبدأ مراعاة جلب المصالح ودرء المفاسد في الشريعة الإسلامية، وجواز عزل المصابين ومخالطيهم بحسب ما تقرره الجهات الصحية في كل دولة، وجواز الإجبار غير المباشر على التطعيم بقصر دخول المتعطمين إلى بعض الأماكن، اعتمادًا على مبدأ سلطة ولي الأمر في تقييد المباح، وجواز ترتيب الأولويات لفئات المجتمع المستهدفة بالتطعيم المضاد.
واقترحت الدراسة إجراء المزيد من الدراسات في الجانب الشرعي المتصل بالجوائح، وإجراء دراسات متعمقة في جوانب مخصصة مفصلة متعلقة بفقه الأولويات، وعلاقته بالأوبئة والجوائح والتداوي والعلاجات الصحية.