العدد 4884
الأحد 27 فبراير 2022
banner
أيام لها ذكرى
الأحد 27 فبراير 2022

احتفلت مملكة البحرين خلال الأيام القليلة الماضية مع شقيقتيها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت بأيامهما الوطنية المجيدة، وأمجادهما التي تحققت عبر التاريخ، وعلى رغم وعورة الجغرافيا وكارثية البيئة المتحوّرة، والأراضي مترامية الأطراف والشعب الواحد المتّحد، السعودية أو الشقيقة الكبرى تحتفي بالذكرى الـ300 لتأسيس الدولة السعودية الأولى، ودولة الكويت الشقيقة تحتفي بيومها الوطني، ومملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبًا اعتادت أن تشارك أشقاءها أفراحها وأتراحها، أقامت الزينات وأطلقت حمامات السلام والوئام ونشرت الأغاني وأعلام المحبة في مختلف ربوع الوطن.
نعم، إنه الشعور الوطني الخالص بين الأشقاء، وهي عاداتنا الحميدة، وتقاليدنا الراسخة التي توارثناها أبًا عن جد، وهي الرؤية والبصيرة التي تعلمناها من الأولين لتصبح دستور أمة ومنهج حياة. لطالما احتفى الأشقاء معنا وشاركونا أعيادنا الوطنية وأفراحنا الإنسانية وجميع مناسباتنا السعيدة وتلك التي نواجه فيها الآلام ونتصدى في زخمها للتحديات. 
وعلى رغم ما يحدث في العالم الآن من كوارث وعذابات، وآلة الحرب المشتدة والتي تدور رحاها في البلقان، والبحر الأسود وبين أصدقاء الأمس، إلا أننا نحمد الله ونشكر فضله أننا نعيش الأمن بكل حروفه والسلام بمختلف معطياته لا نتدخل في شؤون أحد ونرفض التدخل في شؤوننا، نحترم الآخر ونقدم له يد العون، وهو يبادلنا الشعور نفسه والمواقف نفسها. إن احتفالاتنا مع أشقائنا في الكويت والمملكة العربية السعودية والتي تزامنت مع احتفالات مملكة البحرين بمرور 21 سنة على ميثاق العمل الوطني والذي تصادف مع احتفالات العالم أجمع بعيد الحب، يؤكد من جديد أن أمتنا بخير وبلادنا في نعمة وأيامنا الجميلة التي لم نعشها بعد بدأنا في الارتباط بها وتنفيذ وصاياها، وتحويل أحلامها وآمالها إلى حقائق على الأرض، وإلى مشاريع تنموية في كل مكان، وإلى توافقات إقليمية على الأولويات، وكيفية مواجهة التحديات.
أيام لها ذكرى تلك التي تضعنا في خندق وطني واحد وفي زمن يرتبط بشهر فبراير المجيد وهو يذكّرنا بأمجاد ماضينا التليد، وانتصارات شعبنا العتيد، وتوحيد بلادنا الكبرى من البعيد إلى البعيد، إنها ملحمة ومعجزة بجميع المقاييس الزمنية، والمعايير المكانية، والإمكانات البسيطة المتوافرة. لقد توحّدت شبه الجزيرة العربية بعد كفاح امتدّ زهاء الـ300 سنة وأخذت بيديها الكريمتين كل دول المنطقة لتنضم إليها في كيان سياسي واحد اسمه مجلس التعاون الخليجي، مجلس يمكنه أن يحقق الكثير لو أصبح التعليم في مكوّنات مشروعه الكبير هو مربط الفرس وحجر الزاوية ولو أصلح التعاون الأكاديمي والاعتراف المتبادل بالاعتماديات والمناهج والتقديرات بديهيًّا هو ما يرسخ التعاون في مجالات الخلق والإبداع والتنوير خصوصًا أن بلادنا تمتلك من الجامعات ما يمكن أن يجعل منها بوسطن العالم الجديد.
إن هذا الطرح ليس بجديد على أحد، لكننا وحين نعيش ونحتفي بأيام خالدات في زمننا العربي المجيد، نذكّر الآخرين مثلما نحتفي معهم لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين، وكل عام وبلادنا بخير وسلام ومحبة وازدهار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية