العدد 4877
الأحد 20 فبراير 2022
banner
بصراحة
الأحد 20 فبراير 2022

مع كامل الاعتذار للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لم يكن أمامي مفرّ إلا أن أقتبس هذا العنوان منه لكي أعيد التأكيد على حقائق مُرّة، كثيرًا ما تناولناها في عجالة ولكن لا حياة لمن تنادي، بصراحة مازالت أحوال التعليم الجامعي الخاص لا تسرّ عدوًّا ولا حبيبًا، ومازالت أوضاع الجامعات الخاصة تئن تحت وطأة الأزمات المالية والتفرقة الإقصائية في البرامج والتسهيلات، والاعتمادات ومازال الانحياز واضحًا للعيان إلى الجامعات الحكومية، بصراحة لم يعد أمامنا مخرج من هذه الأزمات سوى المساواة فالمساواة ثم المساواة، كلٌّ حسب جودته، وكلٌّ وفقًا لاعتماديته، وكلٌّ حسب قدراته وطاقته الاستيعابية. بصراحة مازالت الفرص الضائعة أكثر من ضائعة بل إنها مخيبة للآمال وتهدد في القلب من التجربة وجود الجامعات الخاصة، بل وآلاف المشتغلين فيها من موظفين وأكاديميين وأجهزة معاونة، لقد قلناها بصراحة مرارًا وتكرارًا إن قيادتنا الحكيمة لا تدخر جهدًا في سبيل الارتقاء بالتعليم، وإنها مسئولة عن القطاعين العام والخاص، كلنا مواطنون، وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، لذا لم يكن علينا بكثير أن نطلب من مسئولينا أن تكون البرامج موزعة بعدالة والطلبة موزعون بعدالة، والتسهيلات موزعة بانضباطية العدالة، بصراحة لم يتحقق لنا حتى اللحظة ما حلمنا به، ما سعينا إليه، وما بذلنا من أجله للغالي والنفيس حتى يتحقق، وحتى يتوافق مع آلية التحديات، وميكانيكية الحركة، واعتبارية المفترقات، قلناها بصراحة، يا جماعة الخير شاركونا التسويق لاعتمادياتنا في دول المنطقة، خاطبوهم مثلما تخاطبونا، اتفقوا معهم على كلمة سواء، لديهم آلاف الطلبة الراغبين في الانضمام إلى جامعاتنا، ولدينا من المقاعد ومعطيات الجودة والبرامج ما يؤهلنا لاحتضان الآلاف المؤلفة من أبنائنا في دول المنطقة، قلناها مرارًا وتكرارًا أغيثونا مما وصلنا إليه، نحن لا نريد دعمًا ماليًّا أو مساعدة من أحد، لا نريد حقًّا يراد به باطل، فقط نسعى لكي تعود المياه إلى مجاريها عندما كان لدينا أكثر من 20 ألف طالب خليجي يدرسون في جامعاتنا، وعندما كانت شركات الطيران تسيّر أكثر من عشر رحلات يوميًّا مع البحرين، وعندما كان ينفق هؤلاء الملايين كل سنة في شرايين الاقتصاد الوطني وليس في خزائن الجامعات الخاصة وحسب. 
بصراحة نحن نمر بوضع لا نحسد عليه، لا تدفقات للطلبة البحرينيين بعد أن قبلت الجامعات الحكومية كل خريجي المدارس بأعداد تفوق طاقاتها الاستيعابية وتعرضها هي الأخرى للانحدار أكاديميًّا وعلميًّا. لقد تكدس الطلبة في جامعة أو اثنتين وتركوا بقية الجامعات خالية الوفاض من كل شيء، صحيح أن مجلس التعليم العالي يرعى ويحاول ويصطف معنا في خندق واحد، وصحيح أن التشكيلة الرائعة الجديدة لأمانة المجلس ومجلس أمنائه تتفهم تمامًا ما نمر به من أزمات، لكن سرعة التحرك أصبحت واجبة النفاذ على الفور ونجاعة التعاطي مع الموقف الخطير لابد أن تقطع أمتارها الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إنها الحلول الجذرية التي تغني وتسمن من جوع، إنها الموقف الشجاع الذي يضع الجميع على قدم المساواة في كل شيء، وهو التحرك المبني للمعلوم عندما نسعى بجد وإخلاص لكي نرأب الصدوع، ونعالج الأخطاء، وننقذ منظومة من الهلاك، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .