+A
A-

معرض "افتقدك".. حين يفيض البرونز والحجر بمشاعر وموجات الألم

عبدالرحيم: انغمست في العمل بكل طاقتي في محاولة لنسيان ألم الفراق

عندما تتأمل منحوتات البرونز والحجر في معرض "افتقدك" للفنان جمال عبدالرحيم، المقام حاليا في صالة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ستشعر بفواجع الأحزان، إذ برع الفنان جمال في تسجيل الإشارات والمعاني وفلسفة فقد الأحبة في الحياة بصياغة رائعة مذهلة. فاختار وجدان الإنسان وذاته وجعلها شاغله، فغمر أعمال البرونز وكذلك الحجر بفيض من المشاعر وموجات الألم.

أما لوحات الفنان والخطاط الراحل عبد الإله العرب المحتفى به، ففيها روعة الخط العربي والزخارف الإسلامية والجمالية التي يصعب علينا وصفها؛ لأنها غير اعتيادية وتتسم بطابع أصيل تربط الفنان الراحل بتاريخ أمته وحضارته.

وفي لقاء خاص لـ "البلاد"، قال الفنان جمال عبدالرحيم: أقمت هذا المعرض بمناسبة مرور عام لرحيل الفنان والخطاط الكبير عبد الإله العرب، الصديق العزيز الذي ربطتني به علاقة قوية، كما فعلت أيضا في المعرض الذي أقمته للصديق الروائي فريد رمضان الذي فقدته في نفس الفترة أيضا، إذ حاولت خلال السنة الماضية الكئيبة التي فقدت فيها أحباء وأهل أن أجمع كل أعماله الموجودة في المنزل وجردها بمساعدة زوجته وزوجتي.

وأضاف "لا شك أن الفنان عبد الإله العرب من أهم الخطاطين العرب الذين ربما لم يأخذوا حقهم مثل البقية في المنطقة، وله إسهامات كثيرة ومتعددة محليا وعربيا، فهو من خط الدستور البحريني في السبعينات، كما اهتم بالخط الأكاديمي بشكله الصحيح، وأول من فتح مدرسة للخط العربي في البحرين، إضافة إلى حصوله على جوائز كثيرة من مختلف المحافل العالمية، ومع كل ذلك "أعني في السنوات الأخيرة" كان مقلا في إقامة معارض شخصية، وحاولت إقناعه بيد انه كان مصرا بأن أي معرض سيقيمه لابد وان يكون مشتركا بيننا، وفعلا أقمنا معرضا في دار البارح، ومعرضا آخر في جمعية البحرين للفنون التشكيلة وغيرها".

أما عن محتويات المعرض، فأوضح عبدالرحيم أن المنحوتات عملها في الفترة التي فقد فيها الأهل والأصدقاء العام 2021، وهي بالنسبة له كانت سنة مؤلمة جدا، إذ توفى فريد رمضان وعبد الإله العرب، ومن ثم والدته، بحيث انغمس في العمل بكل طاقاته في محاولة لنسيان ألم الفراق، وأطلق عليها كلها "افتقدك"، في موائمة واضحة لمعنى فقد الأحبة، منها أعمالا بالبرونز والأخرى من الحجر.

من جانب آخر، أكد عبدالرحيم انه ضد "أسلوب الفن"، فهو يعيش اللحظة والأهم تمكنه من فهم قواعد اللعبة، والبروز له إيقاعه في التعبيرية والواقعية، ولهذا حملت أعمال البروز في المعرض انعكاسا للحالة التي مر بها بل والعالم أجمع كمسألة الكمام، الذي أصبح كالأيقونة ويرتديه كل إنسان على وجه الأرض بسبب الجائحة، والحجر ودخول العالم في تجربة جديدة لم تكن في الحسبان أبدا، وغيرت الكثير من مفاهيم البشر في طريقة وأسلوب الحياة.

أوقات المعرض

المعرض مفتوح من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ومن الرابعة مساء حتى الثامنة مساء، والجمعة مغلق.