+A
A-

من الأهوار الوسطى في العراق.. نساء يحملن الحياة على سطح الماء

لطالما لعبت المرأة العربية، دوراً أساسياً في العمل والجدّ والمثابرة، في سبيل تحصيل وتوفير مقوّمات الحياة الأسرية والعائلية، فكانت شريك الرجل في الكدح، ليس في الأعمال التي يغلب عليها طابع الأنوثة والمرونة فحسب، بل حتى في الأعمال الشاقة والصعبة أيضاً.
هذا ما تخبرنا به هذه الصورة التي التقطها المصوّر العراقي حسن شاكر محمّد  في معرض "اتحاد المصورين العرب" في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، حيث تظهر أربع نساء من مناطق جنوب العراق، يقمن بجمع القصب من داخل الأهوار الوسطى، عبر المشاحيف الخشبية التقليدية القديمة.
وتعدّ هذه الطريقة من الطرق القديمة في جني القصب والبردى، الذي يستخدم إما طعاماً للجاموس والحيوانات الأخرى، أو بعد تجفيفه يستخدم لبناء البيوت في تلك المناطق الريفية، فبينما يقوم الرجال في الأهوار بصيد الأسماك، تقوم النساء والفتيات بمعظم العمل اليدوي، حيث يعيش السكّان في جزر طافية فوق الماء، ومصدر دخلهم، الذي يكاد يكون وحيداً، هو اصطياد السمك وتربية الجاموس وجمع القصب.
ولا يخفى على المتأمل في هذه الصورة، حجم المشقّة التي تقع على عاتق النساء العاملات في هذه المهنة، إلا أنّ ذلك أيضاً لا يخلو من المتعة والتسلية في بعض الأوقات، إذ تنساب النساء بقواربهنّ الخشبية فوق سطح البحيرات والأنهار، ويعلو وجوههنّ بريق أمل مع إشراقة كلّ صباح، بغد أفضل لأبنائهن.​