العدد 4824
الأربعاء 29 ديسمبر 2021
banner
حسابات تضر ولا تنفع
الأربعاء 29 ديسمبر 2021

بعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، تحشر نفسها في كل صغيرة وكبيرة، تقرأ وتحلل وتعلق، حتى لو لم يكن لها دخل في الاختصاص، بل ولا تذكر صاحب الخبر ومصدره، وتكتفي بجملة “منقول” وعلى القارئ معرفة كيفية التقاط الصورة النادرة.
مشكلة أصحاب هذه الحسابات اعتقادهم أن ما يقومون به بطولة، وأنهم أصحاب عزيمة صادقة وإرادة نافذة، ويقدمون خدمة للمجتمع بنشرهم الأخبار الكاذبة أو غير الدقيقة التي تؤدي إلى مصائب لا تحصى، خصوصا في هذه الأوضاع الصعبة التي تتطلب المسؤولية في نقل الخبر إلى الناس من مصدره الأصلي، فحسابات التواصل الاجتماعي ليست أخبارا وتعليقا على الأخبار وإعلانات، بل هي زاد ممتع ومشبع للعقول بشرط أن تحمل المصداقية والوعي وتبتعد عن الثرثرة الساخرة والغباء من كل لون.
والغريب في أمر هذه الحسابات قيامها بوضع المجتمع على خريطة البحث و”هات يا مداخلات ومقولات وتحليل سوسيولوجي”، ووجهات نظر لا مثيل لها لأهم القضايا، وكأنها تقوم فعليا بتشخيص البنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع البحريني بصفة خاصة، والمجتمعات العربية بصفة عامة، والتعرف على العقبات أو المعوقات، مع أن أصحابها وكما نقول بالعامية “ما يدرون وين الله قاطهم”، ولو سألتهم ما الفرق بين القصة والرواية، أو بين المقال الإخباري والمقال العادي لوجدتهم مثل جحا الألماني الملقلب بـ “مرآة البومة”.
مثلما تقوم الحسابات المتطرفة في مواقع التواصل الاجتماعي، بزج الشباب في صراعات نفسية حادة دفعت بعضهم إلى التمرد تارة، وإلى التطرف تارة أخرى، فإن ما تقوم به تلك الحسابات التي تتصور أنها معهد للصحافة لا يقل خطرا، لأنها تؤثر على الميول والاتجاهات وتضر بالمجتمع والصالح العام بنشر البيانات والأخبار غير الدقيقة، وهي بمثابة العنصر الفاسد الذي قد يؤثر على أمن الوطن واستقراره، لا أريد أن أحمل كل الحسابات المسؤولية، لكنني أتحدث عن الحسابات المعروفة بمضارها أكثر من منافعها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية