العدد 4821
الأحد 26 ديسمبر 2021
banner
متحور “أوميكرون” أقل خطرًا
الأحد 26 ديسمبر 2021

كان التهويل من أسوأ مظاهر التعامل مع جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19” منذ بدايتها قبل نحو عامين، وما ترتب على ذلك من هلع وذعر في أنحاء العالم، وإضافة أعباء نفسية على المرضى وغير المرضى، فقد كانت الساحة مفتوحة أمام العالم والجاهل ليفتي برأيه ويوجه نصائحه وتحذيراته، فساد الارتباك والتناقض التعامل مع الأزمة.
يبدو أن هناك حالة من التريث بدأت تظهر في التعامل مع الأزمة مع ظهور متحور “أوميكرون”، ربما بفعل التجارب التي تم اكتسابها طيلة الفترة الماضية، أو بعد التثبت من خطأ الكثير من الآراء حول الفيروس، أو بدافع الرغبة الشديدة في العودة إلى حياة ما قبل كورونا، أو لوصول العديد من الدول لحالة من الإنهاك الشديد لمواردها.
بعد أن كان من النادر أن نجد بيانًا متفائلاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ بنا أمام تصريحات معتدلة تحاول أن تشد من عزيمة الدول في المواجهة والاستمرارية لتجاوز الجائحة، فقد صرحت ممثلة المنظمة في روسيا ميليتا فوينوفيتش على سبيل المثال بأن متحور أوميكرون قد يسهم في الانتصار على وباء فيروس كورونا في العالم، ليتحول إلى الأمراض الوافدة مثل الأنفلونزا، وذلك رغم قلقها إزاء سرعة انتشار “أوميكرون”، إلا أنها أعربت عن أملها بألا تكون الحالات خطيرة مثل الإصابة بمتحور “دلتا”.
دراستان منفصلتان أكدتا بالفعل أن “أوميكرون” أقل خطرًا من السلالات السابقة، وأن المناعة نتيجة التطعيم أو العدوى السابقة تظل فعالة، لدرء المرض مع انتشار متغير أوميكرون الجديد. الدراسة الأولى اسكتلندية لباحثين من جامعة أدنبرة كشفت أن خطر دخول المستشفى بالنسبة لمرضى كوفيد-19 مع متحور أوميكرون، كان أقل بنسبة الثلثين مقارنة مع متغير دلتا، بحسب السجلات الصحية لـ 5.4 ملايين شخص، والثانية لباحثين من المعهد الوطني للأمراض المعدية بجنوب أفريقيا، أكدت أن المصابين بمتحور أوميكرون كانوا أقل عرضة لدخول المستشفى بنسبة 70 إلى 80 بالمئة من الأشخاص الذين أصيبوا بالسلالات السابقة، بما فيها دلتا التي كانت أكثر انتشارا وفتكا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية