+A
A-

إصابة الرباط الصليبي.. نهاية لمشوار الرياضي أم عودة ممكنة؟

العلوي‭: ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬يقطعون‭ ‬مسافات‭ ‬لقناعتهم‭ ‬باختصاصي‭ ‬علاج‭ ‬طبيعي

الريس‭:‬ الطبيب‭ ‬الرياضي‭ ‬النفسي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬الناجحة‭ ‬للاعب

البعض‭ ‬يعتقد‭ ‬بأفضلية‭ ‬الطبيب‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬المواطن

جراحون‭ ‬يفرضون‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭.. ‬والنتيجة‭ ‬فشل‭ ‬العملية

فنيات‭ ‬اللاعب‭ ‬ولياقته‭ ‬البدنية‭ ‬ترجح‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح

نصيحة‭ ‬للاعبين‭: ‬اختاروا‭ ‬الطبيب‭ ‬والاختصاصي‭ ‬الأفضل

 

تعد‭ ‬إصابة‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬الخطيرة‭ ‬والقوية‭ ‬والشائعة‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬ولدى‭ ‬أوساط‭ ‬الرياضيين‭. ‬ويصنف‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬نهاية‭ ‬لمشوار‭ ‬الرياضي،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ذهبت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والآراء‭ ‬الطبية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والمستجدة‭ ‬إلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭. ‬واعتمد‭ ‬أصحاب‭ ‬كل‭ ‬رأي‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة‭ ‬تمت‭ ‬معاينتها‭ ‬وشهدتها‭ ‬الملاعب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬البحريني‭ ‬مصحوبًا‭ ‬بكوادره‭ ‬الطبية‭ ‬أكدوا‭ ‬عبر‭ ‬“تحقيق‭ ‬البلاد‭ ‬سبورت”‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬باتت‭ ‬آمنة‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬مبددين‭ ‬بذلك‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬ترتاب‭ ‬الرياضيين،‭ ‬والشكوك‭ ‬التي‭ ‬تساور‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬عودة‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬لمستواه‭ ‬المعهود‭ ‬أو‭ ‬للعبته‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

كفاءة‭ ‬عالية

قال‭ ‬استشاري‭ ‬أول‭ ‬علاج‭ ‬طبيعي‭ ‬وطب‭ ‬رياضي‭ ‬مؤيد‭ ‬العلوي‭ ‬“إن‭ ‬عودة‭ ‬اللاعب‭ ‬المصاب‭ ‬بالرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬ممكنة‭ ‬وبكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬أيضًا،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬مرهون‭ ‬بعوامل‭ ‬عدة”‭. ‬وأشار‭ ‬العلوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التأهيل‭ ‬الجيد‭ ‬وحسب‭ ‬الجدول‭ ‬الخاص‭ ‬بالتمارين‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬أغلب‭ ‬جراحي‭ ‬العالم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العملية،‭ ‬تشكل‭ ‬خط‭ ‬العودة‭ ‬الناجح‭ ‬للاعب‭. ‬وبحسب‭ ‬رأيه‭ ‬الشخصي،‭ ‬فإن‭ ‬العلوي‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬العملية‭ ‬يتوزع‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬أقسام‭: ‬30‭ % ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الطبيب‭ ‬الجراح،‭ ‬20‭ % ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬اللاعب‭ ‬بالتوجيهات،‭ ‬و50‭ % ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الجراح‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬“GPS”‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬للغاية،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬الخطأ‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآلام‭ ‬اللاحقة‭ ‬للاعب‭ ‬بعد‭ ‬فترات‭ ‬طويلة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬اللاعب‭ ‬بالنظام‭ ‬الصحي‭ ‬والرياضي،‭ ‬والتزامه‭ ‬بالتمارين‭ ‬والبرامج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اختصاصيي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭.‬

العلوي‭ ‬صاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية،‭ ‬تحدث‭ ‬حول‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬العملية،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬عمر‭ ‬المصاب‭ ‬كلما‭ ‬قل‭ ‬كان‭ ‬إيجابيًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمرحلة‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬العضل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعمار‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لاستجماع‭ ‬العضلات،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬اللاعب‭ ‬وهو‭ ‬عامل‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفترة‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬وخلال‭ ‬4‭ ‬أسابيع،‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬عدم‭ ‬ملامسة‭ ‬الأرض‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬احتمالية‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬الوزن‭ ‬الزائد‭ ‬ضغطًا‭ ‬على‭ ‬الجهة‭ ‬غير‭ ‬المصابة‭ ‬ثم‭ ‬المصابة‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬الإصابة؛‭ ‬لأن‭ ‬العضلات‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬قوتها‭ ‬كاملة‭ ‬بعد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬العلاج‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬3‭ ‬أيام؛‭ ‬بسبب‭ ‬النزيف‭ ‬الموجود،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬تأخروا‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬العضلات‭ ‬التدريجي‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬العامل‭ ‬النفسي،‭ ‬قال‭ ‬العلوي‭ ‬إنه‭ ‬متعلق‭ ‬بمدى‭ ‬تقبل‭ ‬اللاعب‭ ‬وقناعته‭ ‬والتزامه‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الصحيح‭ ‬للتمارين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬أداء‭ ‬التمارين‭ ‬قبل‭ ‬الجراحة‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬تقوية‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬مختصون؛‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬العضلات‭.‬

وأضاف‭ ‬“لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬اللاعب‭ ‬الطبيب‭ ‬الجراح،‭ ‬إذ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬أسماء‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الأطباء،‭ ‬وهم‭ ‬شخصيًا‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬قناعة‭ ‬في‭ ‬الجراح‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬العملية،‭ ‬ولذلك‭ ‬شاهدت‭ ‬شخصيًا‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة‭ ‬سواء‭ ‬معي‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬استشاريين‭ ‬آخرين،‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬اللاعب‭ ‬بقطع‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬فقط‭ ‬لقناعته‭ ‬بالطبيب‭ ‬المختص”‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬يزرع‭ ‬في‭ ‬اللاعب‭ ‬بعد‭ ‬الشهر‭ ‬الرابع‭ ‬أو‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬التأهيل‭ ‬وانطلاق‭ ‬مرحلة‭ ‬الجري‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬اللاعب‭ ‬وعودته،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬الهاجس‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬الخشنة‭ ‬أو‭ ‬الاحتكاك‭ ‬الخشن،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬اللاعبين‭ ‬يجتازون‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بنجاح‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬عودتهم‭ ‬السليمة‭ ‬والناجحة‭. ‬وقال‭ ‬العلوي‭ ‬إن‭ ‬نزول‭ ‬مستوى‭ ‬اللاعب‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬يعود‭ ‬لسببين‭: ‬فشل‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبيب‭ ‬الجراح‭ ‬أو‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللاحقة‭ ‬من‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المضاعفات‭ ‬التي‭ ‬سيعاني‭ ‬منها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬العامل‭ ‬النفسي‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬الخوف،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬لاعبين‭ ‬كثيرين‭ ‬رجعوا‭ ‬إلى‭ ‬أداء‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كانوا‭ ‬عليه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬التزامهم‭ ‬وثقتهم‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الطبي‭.‬

‭ ‬معدلات‭ ‬كبيرة

من‭ ‬جهته،‭ ‬أشار‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وتأهيل‭ ‬الإصابات‭ ‬الرياضية‭ ‬محمد‭ ‬ميرزا‭ ‬الريس‭ ‬إلى‭ ‬أحدث‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬رصدت‭ ‬بالأرقام‭ ‬معدلات‭ ‬العودة‭ ‬الناجحة‭ ‬للاعبين‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬بعد‭ ‬إصابة‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحترفين‭ ‬83‭ % ‬ولغير‭ ‬المحترفين‭ ‬67‭ %‬،‭ ‬وهي‭ ‬معدلات‭ ‬كبيرة‭ ‬ومرتفعة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصفه‭.‬

وقال‭ ‬الريس،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬البحرينية،‭ ‬إن‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬العملية‭ ‬كثيرة‭. ‬وأضاف‭ ‬“المستوى‭ ‬الفني‭ ‬والمهاري‭ ‬للاعب‭ ‬في‭ ‬مقدمتها،‭ ‬فكلما‭ ‬كان‭ ‬اللاعب‭ ‬محترفًا‭ ‬ومتمكن‭ ‬فنيًا‭ ‬ومهاريًا‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬عودته‭ ‬أكبر،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬مستواه‭ ‬اللياقي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خضوع‭ ‬اللاعب‭ ‬لبرنامج‭ ‬تأهيلي‭ ‬قبل‭ ‬الجراحة‭ ‬يسهم‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬المثالية‭ ‬ونجاح‭ ‬العملية‭ ‬بتقليل‭ ‬فترة‭ ‬العودة‭ ‬بعد‭ ‬إجرائها”‭. ‬وتابع‭ ‬“لا‭ ‬يمكن‭ ‬تغافل‭ ‬كفاءة‭ ‬مفصل‭ ‬الركبة‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬إصابات‭ ‬مصاحبة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬اللاعب‭ ‬الذهني‭ ‬وثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وعدم‭ ‬خوفه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التزامه‭ ‬بنوعية‭ ‬علاج‭ ‬يقدمها‭ ‬فريق‭ ‬طبي‭ ‬متكامل‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جراح‭ ‬العظام‭ ‬أو‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي”‭. ‬وأشار‭ ‬بإيجاز‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬تحدثت‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬الأربطة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬اللاعب‭ ‬لاحقًا‭.‬

وتطرق‭ ‬الريس‭ ‬إلى‭ ‬العامل‭ ‬النفسي‭ ‬فقال‭: ‬إن‭ ‬دوره‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬ومهم‭ ‬لجميع‭ ‬الإصابات‭ ‬الرياضية‭ ‬والعمليات‭ ‬الجراحية‭. ‬وأضاف‭ ‬“العلم‭ ‬الحديث‭ ‬لديه‭ ‬توجه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬المختص‭ ‬بتأهيل‭ ‬اللاعبين‭ ‬طبيب‭ ‬نفسي‭ ‬رياضي‭ ‬يؤهل‭ ‬اللاعبين‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬وبعد‭ ‬العملية‭ ‬ليعودوا‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬مسبقًا”‭. ‬وأوضح‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬النفسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعودة‭ ‬اللاعب‭ ‬تتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬اختبارات‭ ‬ومقاييس‭ ‬للجوانب‭ ‬النفسية‭ ‬للاعب‭ ‬وجهوزيته،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬الأول‭ ‬فيها‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬عودة‭ ‬اللاعبين‭ ‬مرتبط‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬الإصابة؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لوجود‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وقدم‭ ‬الريس‭ ‬5‭ ‬نصائح‭ ‬رئيسة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬لعودة‭ ‬ناجحة‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي،‭ ‬هي‭: ‬الالتزام‭ ‬بمدة‭ ‬تأهيل‭ ‬كافية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬فريق‭ ‬مختص‭ ‬وبجودة‭ ‬عالية‭ ‬وبرنامج‭ ‬خاص‭ ‬قبل‭ ‬الجراحة،‭ ‬عملية‭ ‬التأهيل‭ ‬والعودة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تدريجية‭ ‬وغير‭ ‬عشوائية‭ ‬أو‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬متخبطة،‭ ‬عدم‭ ‬العجلة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة؛‭ ‬كون‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابة‭ ‬مجددًا‭ ‬مرتفع‭ ‬إذا‭ ‬تعجل‭ ‬في‭ ‬العودة،‭ ‬اجتياز‭ ‬الاختبارات‭ ‬البدنية‭ ‬التخصصية‭ ‬والنفسية‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الرياضة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تخصصية‭ ‬وقائية‭ ‬بعد‭ ‬التأهيل‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬المتعجلة‭ ‬تؤثر‭ ‬كثيرًا؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الدراسات‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬يؤخره‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬بعد‭ ‬الشهر‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬فرصة‭ ‬التعرض‭ ‬للإصابة‭ ‬بالرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ %.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬رده‭ ‬حول‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬اللاعب‭ ‬بعد‭ ‬إجرائه‭ ‬العملية،‭ ‬أوضح‭ ‬الريس‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬متضاربة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬العودة‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬لاعب‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬لكن‭ ‬أداء‭ ‬اللاعبين‭ ‬يبقى‭ ‬متقاربًا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬انخفض‭ ‬مستوى‭ ‬المصاب‭ ‬بالرباط‭ ‬الصليبي‭.‬

‭ ‬تطور‭ ‬واحترافية

وقال‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬بأحد‭ ‬أنديتنا‭ ‬الوطنية‭ (‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭) ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬باتت‭ ‬ناجحة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وبنسبة‭ ‬90‭ ‬إلى‭ ‬100‭ %‬،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬الطبي‭ ‬واحترافية‭ ‬الأطباء‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬العملية‭ ‬شريطة‭ ‬اختيار‭ ‬الجراح‭ ‬الصحيح‭ ‬لإجراء‭ ‬العملية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اختيار‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب‭ ‬لعملية‭ ‬التأهيل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعلاج،‭ ‬مبينًا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الخاصة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬الثلاثة‭ ‬المذكورة‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬العملية‭.‬

وأضاف‭ ‬“الفترة‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬شهرين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عملية‭ ‬التأهيل‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وجميعها‭ ‬مراحل‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬اللاعب‭ ‬الالتزام‭ ‬التام،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬تفريقنا‭ ‬لإصابة‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي‭ ‬المصحوبة‭ ‬بإصابة‭ ‬الغضروف‭ ‬أو‭ ‬الرباط‭ ‬الجانبي‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬فقط‭ ‬الرباط‭ ‬الصليبي”‭.‬

وأكد‭ ‬الاختصاصي‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬العمر‭ ‬والوزن‭ ‬تؤثر‭ ‬أيضًا،‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬اللاعب‭ ‬قبل‭ ‬عمر‭ ‬الـ‭ ‬35‭ ‬ستكون‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬توجيهاتنا‭ ‬للاعبين‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬أوزانهم‭ ‬أو‭ ‬إنقاصها‭ ‬أيضًا‭ ‬قبل‭ ‬إجراء‭ ‬العملية؛‭ ‬لكي‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬التأهيل‭ ‬بشكل‭ ‬سليم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تمارين‭ ‬التقوية‭ ‬قبل‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نجاحها‭.‬

ولم‭ ‬يغفل‭ ‬الاختصاصي‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬العامل‭ ‬النفسي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهميته‭ ‬الكبرى،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬اختصاصي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬عمل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬المريض‭ ‬للعلاج‭ ‬بعد‭ ‬العملية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬متبادل‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬الاختصاصي‭ ‬توفير‭ ‬أجواء‭ ‬نفسية‭ ‬إيجابية‭ ‬وعالية‭ ‬للاعب‭ ‬المصاب‭.‬

وذهب‭ ‬الاختصاصي‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬أغلب‭ ‬العمليات‭ ‬ناجحة،‭ ‬لكن‭ ‬العودة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تدريجية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬وبشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬لممارسة‭ ‬رياضتهم،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬تمارين‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬التأهيل‭ ‬لكل‭ ‬رياضة‭ ‬التي‭ ‬يختلف‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭.‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬وجه‭ ‬الاختصاصي‭ ‬رسالة‭ ‬للاعبين‭ ‬مفادها‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المفهوم‭ ‬الخاطئ‭ ‬السائد‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬الطبيب‭ ‬الأجنبي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬المواطن،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نمتلك‭ ‬كفاءات‭ ‬مميزة،‭ ‬ومؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬لاعبًا‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬للملاعب‭ ‬ولا‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مضاعفات‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أطباء‭ ‬بحرينيين،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تأهيل‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬اختصاصيي‭ ‬علاج‭ ‬طبيعي‭ ‬بحرينيين‭ ‬أيضًا‭.‬