+A
A-

"أوال" ينقل هموم المسرحيين والمثقفين بمسرحية "تخريف" للمؤلف والمخرج العصفور

بدأ مسرح أوال بروفات مسرحياته الجديدة "تخريف" من تأليف وإخراج حسين العصفور، وتمثيل الفنان القدير أنور أحمد، والفنان حسن العصفور، والفنانة نورة عيد، والفنانة أسماء الذوادي، ومساعد مخرج جاسم العالي، والمؤمل عرضها بداية فبراير المقبل.

المسرحية فيها الكثير من عوامل الإثارة والحدث المباشر، فهي تناقش واقع الفنان المسرحي وهمومه واكتشاف الكثير من جوانب الحقيقة التي تجري خارج وعاء اللغة، فالنص الذي كتبه الفنان حسين العصفور، قد نزل إلى أعماق معاناة أهل المسرح والثقافة بطريقة جريئة وبأفكار فلسفية ونقدية وبتكنيك وبناء درامي مذهل، واستخدم كل الوسائل الدرامية الممكنة؛ كي يخلق عند المشاهد الشعور بالدهشة، فعن طريق هذا الشعور ستفصله مسافة عن الخشبة، ويستطيع بالتالي أن يرى الأوضاع التي يعيشها المسرحي والمثقف.

سنجد في مسرحية "تخريف" خليطا من الكوميديا والدراما المؤثرة في آن واحد، فالحبكة أو الموقف الذي تدور حوله الأحداث هي العربة التي يجرها البطل "أنور احمد" والتي تحمل كافة الآلام الإنسانية والكآبة والآسى والمظهر الحقيقي للفنان والمثقف.

"البلاد" زارت بروفات المسرحية وسجلت هذه الوقفة مع المخرج العصفور:

- حدثنا عن العمل؟
كتبت هذه المسرحية بسبب تأثري نوعا ما بمن رحلوا عنا من أمثال الفنان إبراهيم بحر، والفنان محمد عواد رحمهما الله، وقيمة الفنان المسرحي الحقيقي الذي لا يقتصر نشاطه على خشبة المسرح فحسب، وإنما في التعليم وفي كل ميادين الحياة. المسرحية من فصل واحد ومدتها 50 دقيقة، وسوف تعرض بداية فبراير 2022.

- لاشك أن وجود الفنان القدير أنور أحمد يعد مكسبا للعمل، خصوصا بعد توقفه فترة طويلة عن التمثيل على خشبة المسرح.. ما رأيك؟
أنا سعيد جدا بموافقته على الاشتراك في المسرحية التي أعجب بنصها وفكرتها منذ أن عرضنا النص على مجلس إدارة مسرح أوال، وكما شاهدت بنفسك في "البروفات" مازال في أوج عطائه وإبداعه والجميع يتعلم منه.

أما الفنان أنور أحمد، فقال عن هذه المشاركة والعودة إلى خشبة المسرح: كما تعرف لقد عملت في الحقل الإداري بمسرح أوال فترة طويلة، ومع ذلك كان ينقصني التمتع بعالم الإخراج والتمثيل المسرحي، وما جعلني أخوض تجربة "تخريف"، الأفكار الجديدة التي طرحها المؤلف والمخرج حسين العصفور، وطريقة الاستفزاز التي تحرض الممثل على قبول التجربة، فالنص يلامس هموم الفنانين والمثقفين والمسرحيين في البلد، وما يتعرضون له من صعاب.

وأضاف أنور: أعجني النص كثيرا ووجدت نفسي في الدور الذي رسمه المخرج والمؤلف حسين العصفور، وكل ما نتمناه هو حضور المهتمين والقائمين على الشأن الثقافي في البلاد العرض؛ لان هناك رسالة من المهم سماعها.

واختتم أنور تصريحه بالقول: أتمنى من بقية الصحف المحلية أن تحذو حذو " البلاد" في دعمها الدائم للفن والثقافة في البحرين، وإرجاع الصفحات الفنية والثقافية؛ لأنها تعتبر نوعا من الدعم للمبدع البحريني، فجريدة " البلاد" تحمل على عاتقها منفردة هموم المبدعين؛ لإيمانها بأهمية النشاط الفني والثقافي ودوره الكبير في المجتمع.

بدورها أوضحت الفنانة نورة عيد أنها لأول مرة تتقمص مثل الشخصية التي ستقدمها في المسرحية، كما أنها لأول مرة تعمل مع الفنان حسين العصفور كمخرج، إذ سبق وأن عملت معه من قبل كممثل، ناهيك عن الوقوف أمام الفنان القدير أنور أحمد بخبرته وتاريخه، وهذا مكسب لكل فنان.

وفي السياق ذاته أكدت الفنانة أسماء الذوادي أن الجميل في النص هو اللعب على الشخصيات باحترافية، بحيث يخرج الفنان في دور الشاب بشخصية، وبعدها يخرج بالشخصية نفسها، ولكنه في مرحلة متقدمة من العمر، إضافة إلى تسليط الضوء على هموم الفنانين ومشكلاتهم والدخول إلى عالمهم المليء بالصعاب والتحديات، فالنص ينقل رسالة إلى ضرورة الالتفات لأهل الفن والثقافة.

أما مساعد المخرج الفنان جاسم العالي أوضح أن قوة النص تكمن في الاقتراب من هموم المسرحيين تحديدا والمثقفين في البلد عموما، فالذين لا يستطيعون قوله في العلن، يقولونه في هذه المسرحية وعلى لسان أبطالها، فنجد أن الفنان أنور أحمد يجر عربة تمثل هموم الفنان والمثقف على مدى التاريخ ولم يتغير أي شيء، فالحالة واحدة ، ونظرة المخرج حسين العصفور تختلف عنه نظرته كمؤلف للنص وهذه نقطة غالية في الأهمية.

كما تحدث الفنان حسن العصفور عن طبيعة دوره في المسرحية قائلا: أقوم في المسرحية بتأدية دور أنور أحمد شابا في مرحلة من مراحل العمر، وهذا بطبيعة الحال يتطلب مفاتيح أتعلمها منه كحركته وتصرفاته وحتى طريقة كلامه، وهذا اعتبره تحدبا لي بحيث أستطيع أن أقنع المشاهد، إنني أنور أحمد شابا ولا يلحظ أي تغير.