+A
A-

العامر: انخفاض الإيذاء الجسدي والجنسي للأطفال خلال الجائحة

قالت رئيس وحدة الأطفال بمجمع السلمانية الطبي الاستشارية إشراق العامر إن تنمية الطفولة المبكرة تعد من أبرز التوجهات العالمية، والتي تشمل الأيام الألف الأولى من عمر الطفل، منذ تكوين الطفل في بطن الأم وحتى عمر 3 سنوات، وذلك اعتمادا على سلسلة من الأبحاث العلمية المحكمة التي أثبتت أن دماغ الطفل يكون في ذروة نموه خلال هذه الفترة، وتتشكل عند الطفل أكثر من مليون وصلة عصبية جديدة في كل ثانية.
وبينت أن هذه الوتيرة السريعة للنمو وتشكل الوصلات العصبية، لن تتشكل لدى الإنسان في أي وقت آخر في حياته، وعليه فإن إهمال الاستثمار في الطفولة في هذه المرحلة العمرية سيكبد المجتمع خسائر فادحة.
ولفتت إلى أن مملكة البحرين وبفضل توجيهات عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كانت من الدول السباقة في الاستثمار في الطفولة، فالاهتمام بالطفولة يبدأ قبل أن يولد الطفل، وذلك من خلال الاهتمام بالمرأة، عبر العديد من البرامج التي توجه لهذه الفئة كفحص الزواج والفحص الشامل للطلبة والطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية للكشف عن أي عوامل خطورة وأمراض وتقديم العلاج اللازم لهم، إضافة إلى الكشف عن الأمراض الوراثية، والرعاية المقدمة للمرأة الحامل، والأطفال حديثي الولادة بأعلى المعايير، إلى جانب الفحص الدوري للأطفال حتى عمر 5 سنوات.
وأشارت إلى أن محور الصحة والبقاء من الإستراتيجية الوطنية للطفولة اشتمل على أهداف وقائية لتحقيق غاية الاستثمار في الطفولة، من خلال مجموعة من البرامج الموجهة للفتيان والفتيات، عبر الاهتمام بالتغذية والصحة النفسية والعقلية، إلى جانب تحسين الصحة الإنجابية الذي تفخر البحرين بتقديمه أمام المحافل الدولية، حتى أصبحت من النماذج التي يحتذى بها في البرامج والخدمات التي تقدم في مجال الرعاية الصحية الأولية للأطفال.
وذكرت أنه تم فتح عيادات للتغذية في المراكز الصحية الأولية في البحرين، إذ أصبحت تقدم النصح والاستشارة للطلبة والطالبات والأطفال، والتركيز على التخلص من السمنة، إلى جانب وجود برامج عديدة لتحسين أساليب الحياة الصحية، بما فيها الأمراض غير السارية كأمراض الضغط والسكري، للوقاية من الإصابة بها في مرحلة مبكرة.
وأكدت أن عدد استشاريي الأطفال في البحرين بمختلف التخصصات قادرون على تقديم الرعاية لشريحة الأطفال في المملكة، فضلا عن استمرار برامج تدريب وتأهيل الكوادر الطبية على مختلف التخصصات الدقيقة، وذلك من اجل تقديم خدمة رعاية صحية للأطفال وفق أعلى المعايير.
ولفتت إلى أن البحرين شهدت بفترة الجائحة انخفاض أعداد الإيذاء الجسدي أو الجنسي على الأطفال في وحدة حماية الطفل.
وأردفت العامر أن أسباب ذلك تعود إلى احتمالات عدة منها الخوف من اللجوء للمستشفيات، أو وجود الآباء والأمهات في المنزل خلال فترة الجائحة ساهم في توفير الحماية للأطفال، إلى جانب وجود تفسير آخر سلبي يتمثل في صعوبة الوصول للخدمات.