+A
A-

المخرج مراد أبو عايشة: "تالافزيون" مفرق طرق بين الحياة والموت

سلكت الطفلة الصغيرة تالا طريقا نحو مفرق طرق بين الحياة والموت، هو نفسه الطريق الذي أوصل مراد أبو عيشة مخرج فيلم "تالافيزيون" للمنافسة مباشرة في حفل جوائز الأوسكار الرابع والتسعين الذي سيقام في شهر مارس من العام القادم.

تحدث معنا المخرج الأردني مراد أبو عيشة مخرج الفيلم بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة جوائز الأوسكار الطلبة وذلك بعد التنافس مع ستة أفلام أخرى ضمن قسم أفلام المدارس الدولية ليكون أول فيلم عربي يحصل على هذه الجائزة في فئة الأفلام الروائية عن كواليس الفيلم وشعوره بعد الحصول على "أوسكار الطلبة":

- ھﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﯾﺤﺼﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ؟
ﻟﻢ اﻓﻜﺮ ﻣﻠﯿﺎ ﻓﻲ اذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﯿﻔﻮز اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺑﮭﻜﺬا ﺟﺎﺋﺰة، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺧﻼل ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺺ و اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ. ﻛﺎن ﺗﺮﻛﯿﺰي و أﻣﻠﻲ أن ﯾﺼﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ و اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎھﺪﯾﻦ. وﻻﻛﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﯿﺎت ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﺮوﻧﺎ، اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﺮﺿﮫ اﻷول ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ و ﺣﺘﻰ اﻵن اﻟﻔﻮز ﺑﺄوﺳﻜﺎر اﻟﻄﻠﺒﺔ أوﺻﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻟﻌﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎھﺪﯾﻦ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ.

- ﻛﯿﻒ ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻼﺳﻢ ﻟﺘﻨﺎل دور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ؟
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ رﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻰ ﺷﮭﺎﺑﻲ ﻣﺪﯾﺮة أﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻤﺜﻠﯿﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ ٠٠٢ ﻓﺘﺎة ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪﻧﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺪرﻛﺎ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺟﺪ طﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ أو ﺗﺴﻌﺔ ﺳﻨﻮات ﻟﺘﻤﺜﯿﻞ دور ﺗﺎﻻ ذو ﺧﺒﺮة ﺗﻤﺜﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن. ﻓﻌﻤﺪت ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺘﺎة ذو ﺧﯿﺎل واﺳﻊ و ﺟﺮأة ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮف أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﯿﺮا.

و ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﻣﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ و ﻣﻦ طﺮﯾﻘﺔ إﺟﺎﺑﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺘﻲ و ﺗﻔﺎﻋﻠﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺪرﯾﺒﺎت اﻟﻤﻔﺘﻌﻠﺔ أدت أﻧﻨﻲ ﻗﺪ وﺟﺪت ﻣﻤﺜﻠﺘﻨﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ.

- ھﻞ واﺟﮭﺘﻚ أي ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ ﺗﻮﺟﯿﮫ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻼﺳﻢ؟
ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻷطﻔﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ھﻮ ﺗﺤﺪي ﻛﺒﯿﺮ ﻷي ﻣﺨﺮج، و ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﯿﮫ طﻔﻠﺔ و ﺑﻌﻤﺮ ﺻﻐﯿﺮ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ ) ﺳﺒﻌﺔ ﺳﻨﻮات وﻗﺖ اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ.( ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺷﺎﻗﺔ و ﺻﻌﺒﺔ، وﻻﻛﻦ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ و ﺧﺎﺻﺔ في ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺤﻀﯿﺮ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺔ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻣﻤﺎ ﺳﮭﻞ ﻋﻠﻲ ﻧﺴﺒﯿﺎ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﻓﻲ ﺗﺘﻮﺟﯿﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﺘﺼﻮﯾﺮ.


- ﻣﺎ ھﻲ رؤﯾﺘﻚ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﯿﻠﻢ؟

ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﻠﻜﮫ أي ﻓﯿﻠﻢ و ﻛﯿﻔﯿﺔ وﺻﻮﻟﮫ إﻟﻲ اﻟﺠﻤﮭﻮر. وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺘﻔﺎﺋﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﺑﻮﺻﻮل اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻟﺸﺮﯾﺤﺔ أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﮭﻮر ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ و أﺻﺒﻮ إﻟﻰ وﺻﻮﻟﮫ ﻟﺴﺒﺎق اﻷوﺳﻜﺎر اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﻤﻘﺮر ﻓﻲ ﺷﮭﺮ ﻣﺎرس ﻋﺎم 2022.

- ﻛﻢ اﺳﺘﻐﺮق اﻹﻋﺪاد ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ؟
ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻷرﺑﻊ ﺳﻨﻮات. اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ اﻟﺴﻨﺘﯿﻦ، و ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﻧﺘﺎج و ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺴﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ.


- ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﮭﺘﻚ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺤﻀﯿﺮ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ؟
ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻲ واﺟﮭﺘﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﯾﺠﺎد اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻟﺘﺼﻮﯾﺮ اﻟﻔﯿﻠﻢ. ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎت أﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﻟﮭﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺸﺘﺮك ﻣﻦ ﺟﮭﺔ، و إﯾﺠﺎد ﺗﻤﻮﯾﻞ و دﻋﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ اﺧﺮى. ﻻﻛﻦ ﻣﻊ ﻓﺮﯾﻖ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺮاﺋﻊ و ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ إﻗﻨﺎع اﻟﻌﺪﯾﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻨﺎ و دﻋﻢ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻢ إﻧﺘﺎﺟﮫ.


- هل أﻋﺪﺗﻚ رﺣﻠﺔ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﮭﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻹﻧﺠﺎز؟


ﺑﺼﺮاﺣﺔ و ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎطﺔ، ﻻ. وﻻ أظﻦ أن أي ﻣﮭﺮﺟﺎن ﺳﺎﺑﻖ ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﺪﻧﻲ ﻧﻔﺴﯿﺎ ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ھﺬا اﻹﻧﺠﺎز، ﻓﺴﺠﻞ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻟﻸﺳﻒ ﺷﺤﯿﺢ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﯿﺤﺎت اﻷوﺳﻜﺎر اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ و اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء. ﻓﺎﻟﻔﻮز ﺑﮭﻜﺬا ﺟﺎﺋﺰة ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﻤﺜﯿﻞ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ وﻟﻔﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻞ ﻟﻠﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻤﺠﻤﻠﮭﺎ.

ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺼﺪر إﻟﮭﺎﻣﻚ ﻟﻠﻔﯿﻠﻢ؟ أو ﻛﯿﻒ ﺟﺎﺋﺘﻚ ﻓﻜﺮة اﻟﻔﯿﻠﻢ؟


ﻓﻲ 2014 ﻗﺮأت ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺻﺤﻔﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﻋﻦ ﻣﻨﻊ داﻋﺶ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮﻧﺎت و اﻟﻠﻮاﻗﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﺎطﻖ ﺳﯿﻄﺮﺗﮭﺎ. ﺑﻘﯿﺖ ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻓﻜﺎري ﻟﻔﺘﺮة طﻮﯾﻠﺔ، ﻓﻤﺎ ﻣﺼﯿﺮ آﻻف اﻷطﻔﺎل اﻟﺬﯾﻦ ﺳﯿﻜﺒﺮون دون ﻧﺎﻓﺬة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ؟ ﻛﯿﻒ ﺳﯿﻜﺒﺮون؟ وﻣﺎذا ﺳﯿﺼﺒﺤﻮن؟ ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﻤﻨﻊ اﻟﻤﻤﻨﮭﺞ ﺳﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮل ﺟﯿﻞ ﻛﺎﻣﻞ. و ﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات و أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻷردﻧﯿﺔ، ﺻﺎدﻓﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻﺟﺌﯿﻦ ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻷردن و ﻣﻌﮭﻢ طﻔﻠﺔ ﯾﺘﯿﻤﺔ اﻷﺑﻮﯾﻦ. ﻓﻤﺎ اﻧﻔﻜﺖ ﺻﻮرة ھﺬه اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻦ ذھﻨﻲ، ﻓﻤﺎ ﺣﻜﺎﯾﺘﮭﺎ؟ و ﻛﯿﻒ وﺻﻠﺖ وﺣﺪھﺎ ﻟﻠﺤﺪود اﻷردﻧﯿﺔ؟ ﻓﺒﯿﻦ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ و اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺻﺎدﻓﺘﮭﺎ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻜﺮة اﻟﻔﯿﻠﻢ ﺗﺎﻻﻓﯿﺰﯾﻮن.


يضم طاقم عمل الفيلم أيضاً الممثل زياد بكري الذي أدى دور والد "تالا" والصراع بين واجبه تجاه ابنته والرغبة في البقاء، يشاركه البطولة خالد الطريفي، وتصوير فيليب هينز الذي قدم من خلال عدساته صورة موحشة تفتقر إلى الجمال الذي لا نراه سوى من خلال أعين "تالا" عندما تنظر إلى تلفازها الصغير.

من هو
مراد أبو عيشة هو صانع أفلام أخرج العديد من الأفلام القصيرة والاعلانات لرويال هاي كيرت الأردن قبل أن يبدأ دراسة الإخراج في أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ. وأثناء دراسته أستغل مراد وقته بالتقرب من السياسة في الشرق الأوسط بمنظور أوسع، واستخدم نهجة السينمائي لإلقاء الضوء على المظالم السياسية والإنسانية في العالم العربي. عُرضت أفلامه في أكبر مهرجانات للمواهب الشابة في ألمانيا. وبجانب دراسته فهو ممثل برنامج التنمية السمعية البصرية لبلدان أفريقيا Follow The Nile لمؤسسة روبرت بوش، حيث لديه الفرصة أن يمنح الدعم للمخرجين الأفارقة الناشئين لخلق رؤيتهم الخاصة ولتوسيع آفاقه كمواطن وكمخرج.