+A
A-

كباتن الزعتري.. عندما يحتاج اللاجئ إلى أكثر من مجرد دواء وطعام!

عرض بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، الفيلم الجميل "كباتن الزعتري"، كعرض أول ضمن قسم الأفلام الوثائقية الطويلة.
في الفيلم يتفقد المخرج علي العربي حياة صديقين سوريين مهووسين بكرة القدم يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، وفيه يلتقط العربي ما يمكن أن يعنيه هذا النوع من الأمل لأولئك الذين لديهم خيارات محدودة بشكل كئيب. وهو يفعل ذلك مع الإبداع السينمائي المذهل بدقة لتكريم الحياة التي يصورها مع الأصالة والاحترام.
وفي التفاصيل، يقدم الفيلم الجميل فوزي ومحمود، وهما يعيشان في أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن. وحبهم لكرة القدم يوحدهم، ويوفر لهم الهروب من الحياة في المخيم على حد سواء مجازيا ولاحقا حرفيا عندما يسافر فريقهم إلى دولة خليجية للمنافسة.
إن أزمة اللاجئين السوريين مشكلة مستمرة تؤثر على العالم اليوم. وعلى الرغم من ظروفهم المؤسفة، لا تزال هناك بعض القصص الجيدة من بين قصص أخرى لا حصر لها من الألم والمشقة.
كباتن الزعتري هو أحدث فيلم وثائقي عن واحدة من تلك القصص الجيدة. يتمتع الفيلم بشعور سينمائي مفاجئ، حيث يحكي قصة صديقين يحاولان أن يعيشا أحلامهما في التغلب على أوضاعهما ليصبحا لاعبين محترفين في كرة القدم. وكرة القدم، التي تعيش في فقر شبه مستقر في مخيم للاجئين، هي مخرجها لصنع شيء لأنفسهم ونأمل أن تدعم أسرهم.
لم يعرف فوزي ومحمود إلا القليل من مستقبلهم، وسيتم إعطاؤهما شريان الحياة في شكل أكاديمية رياضية خليجية مشهورة زاروا معسكرهم وعرضوا عليهم الفرصة؛ ليعيشوا أحلامهم عندما يدعى فريقهم الزعتري المحلي إلى معسكر كرة قدم.
رؤيتهم يحصلون على العيش خارج أحلامهم، لو مؤقتا فقط، كان من الممتع لمشاهدة كما كان رؤيتهم يجتمعون معا كفريق حقيقي.
في النهاية، قدمت الرحلة الكثير من دروس الحياة لهؤلاء المراهقين ورؤيتهم وحب اللعبة ينمو على مدار الفيلم كان مقنعا لمشاهدته. ومع فترة قصيرة نسبيا، يقدم كباتن الزعتري فقط شريحة من القصة بأكملها التي من المؤكد أن تترك بعض المشاهدين يرغبون في المزيد كما هو الحال في غمضة عين.
يقدم المخرج علي العربي فيلما إنسانيا عميقا، يقدم عرضا للكفاح والمآسي في حياة اللاجئين، فضلا عن الأمل الذي يحمله هؤلاء الشباب الموهوبون في مواجهة احتمالات لا يمكن التغلب عليها تقريبا. وعندما وفروا منصة لتبادل أحلامهم، فإنهم يأملون في عالم، حيث يتمكن اللاجئون من الحصول على فرص التعليم، والعلاج الطبي، والرياضة، بدلاً من الشفقة أو الدواء والطعام كما جرت العادة، ملخصين بأحد الاقتباسات الأخيرة "الأحلام لا يمكن سجنها أو حبسها".
يقدم الفيلم هيكل سردي رائع كعرض لتجربة الشابين، ويكون في أفضل حالاته عندما يقدم صورته الاستكشافية للحياة في المخيم والمجتمع هناك. يقول محمود: ”لقد أصبحنا مهمين" عندما يصل الأولاد إلى معسكر تدريب كرة القدم، وهي أهمية سوف تنمو كقوة خارجية لمساعدة الآخرين.
شخصيا اعتبر هذا الفيلم الجميل بالتأكيد ساعة مفعمة بالأمل في هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها كل إنسان متمسك بالأمل، واختيار موفق لمهرجان الجونة كالعادة.            ​