العدد 4753
الثلاثاء 19 أكتوبر 2021
banner
المعلمون بلا علاوة!
الثلاثاء 19 أكتوبر 2021

الإخلاص والتفاني في أداء الرسالة النبيلة سمة المعلمين البحرينيين منذ عقود، فقد كانوا على الدوام على أهبة الاستعداد للنهوض بالمهمات الموكلة إليهم دون تردد، ولا أدل على تفانيهم وعطاءاتهم ما يفاجئنا به طلبتهم بإحرازهم الجوائز والمراكز الأولى في المسابقات الخليجية والدولية، لذا مهما كانت المكافآت نظير كل هذه العطاءات فإنها تعد ضئيلة إذا ما قيست بحجم المهمة التي ينهضون بها.
لعل الأغلبية منا يتذكرون إعلان وزارة التربية والتعليم ضمن خطتها الرامية إلى الارتقاء بالتعليم، والتي كانت تحت عنوان “تحسين الزمن المدرسيّ”، وجاءت موافقة مجلس الوزراء الموقر في جلسته المنعقدة بتاريخ 24 يوليو 2011م استجابة لطلب الوزارة بتمديد الزمن المدرسيّ للمرحلة الثانوية بدءا من الفصل الدراسيّ الثانيّ للعام 2011 - 2012م، و”تمت الموافقة على تخصيص ميزانية للبرنامج” المذكور، ومن ثم تم عرضه على المجلس الوطنيّ، وفي العام التالي تم التأكيد على التزام الحكومة الموقرة باستراتيجية تطوير التعليم من خلال الاستمرار في تنفيذ مبادرات المشروع الوطنيّ لتطوير التعليم والتدريب والبرامج المتفرعة عنها.
إنّ طلب وزارة التربية والتعليم تمديد اليوم المدرسيّ كان نتيجة دراسة قامت بها بيوت الخبرة العالمية، وتنفيذا لتوصيات لجنة التطوير والتدريب بهدف تطوير جودة التعليم وتحسين مخرجاته، حيث أكدت الدراسة ضرورة توفير الوقت الإضافي للمعلم لمتابعة أعمال الطلبة وتقييمها خلال الحصة وتحقيق جميع هذه الأهداف مرهون بزيادة الزمن المدرسيّ. وقد ساهمت النتائج الإيجابية التي حققها التطبيق في اتخاذ قرار تعميمه على جميع المدارس الإعدادية في العام الدراسيّ 2014 - 2015م، وانعكست النتائج الإيجابية لتمديد الزمن المدرسي في تقارير هيئة ضمان الجودة إذ شهدت تطورا ملحوظا في أداء المدارس ومن ثم تطوير التحصيل المدرسيّ للطلبة. 
غير أنّ المفاجأة غير المتوقعة أن تتوقف علاوة تمديد الزمن المدرسي للمعلمين!! وبالطبع غير منطقيّ أن يحرم المعلمون من العلاوة في الوقت الذي يقومون فيه بالدوام الإضافي يوميا، لذا إننا نوجه سؤالنا لديوان الخدمة المدنية، هل تم إلغاء “الميزانية”؟ وفي حال إلغائها لماذا مازال يطلب من المعلمين الدوام بزمن إضافي يوميا؟ فمن هذا المنطلق لابد من إعادة العلاوة للمعلمين نظير عملهم إلى ما بعد الدوام، وغير خاف الدور الكبير للهيئات التعليمية في كل الظروف، وجميعنا كان شاهدا على مدى جهودهم ابّان الجائحة، وما كان للعملية التعليمية أن تحقق كل هذا النجاح إلا بفضل جهودهم وتفانيهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .