أنا خريج مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين عام 1986، ومن درس في هذه المدرسة من المؤكد أنه يعرف الأساتذة الأفاضل الذين كان لهم دور كبير في عملية إثراء وتعميق خبراتنا، وتشكيل جزء من شخصيتنا، وإدراك نواحي القوة والضعف فيها، وبالرغم من الفكر التربوي الكلاسيكي في ذلك الوقت إلا أن هناك حوارا هادئا وألفة وصداقة وثقة متبادلة بين الطلبة والمعلمين، واكتساب خبرات واسعة ومعلومات مفيدة، حتى خارج اليوم الدراسي، فقد تنبأ لي مدرس اللغة العربية مذيع تلفزيون البحرين المخضرم عاطف السلطي رحمه الله، بالتميز في الإذاعة والإعلام والسينما، وكان يزودني بين فترة وأخرى بأحدث الكتب والإصدارات، ووجد فيّ الطالب الموهوب الذي لابد أن يصل صوته إلى الأسماع ذات يوم، ومدرس مادة الفلسفة وعلم النفس أحمد الصيرفي أطال الله في عمره كان يردد على مسامعنا في الفصل دائما أنني أتعامل مع طلبة أذكياء ذوي خبرة ومعرفة بأمور كثيرة، وكان يتميز بطريقة مدهشة في المحاورة والمناقشة والتدريس.
مدرس اللغة الإنجليزية المربي الفاضل علي حسن، كان قادرا على رفع مستوى الطالب الكسول بشكل لا يوصف، فقد كان عمله عظيما ومتنوعا، وكانت أقوى أجزاء خططه مع “الكسالى” بث روح التحدي والمثابرة في نفوسهم، إذ كان يملك تأثيرا على الطلبة لم نعتد عليه من قبل، ولا يتسع المجال لذكر بقية الأساتذة الذين كانوا معنا خطوة بخطوة على طريق خدمة هذا الوطن وقيادته بالمعرفة والبحث والعمل.
لقد كتبت اليوم عن هؤلاء المربين الذين كانوا سببا رئيسيا في تحملنا المسؤولية الوطنية بمناسبة يوم المعلم العالمي الذي يصادف 5 أكتوبر من كل عام، عرفانا وتقديرا لهم ولكل المدرسين في مختلف مدارس البحرين الحكومية والخاصة، على كل ما يبذلونه من عمل مخلص وصادق تجاه الوطن وأجياله، فتحية لهم من القلب على هذا الكم الهائل من الصبر والتحمل من أجل نقل المعرفة والعلم لأبنائنا.