العدد 4736
السبت 02 أكتوبر 2021
banner
البحريني كمركز إقليمي للبيانات
السبت 02 أكتوبر 2021

طموح كبير يحملنا كبحرينيين إلى المستقبل لمواكبة ثورة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومتطلبات التحول الرقمي، ربما حتى بالنسبة لنا كأولياء أمور وككتاب، أصبح لزامًا أن نقرأ ونتابع ونطلع على هذا الميدان الذي يمثل المستقبل. ورائدنا في ذلك ما أسسه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، منذ أطلق جلالته مشروع مدارس المستقبل، وهذا الطموح يكبر مع توجهات الدولة المدعومة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه لتحويل البحرين إلى مركز متميز في مجال تكنولوجيا المعلومات في كل مجالات الحياة.

في العام 2005، سبقت مملكة البحرين حتى الدول المتقدمة بتطبيق “مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل بوزارة التربية والتعليم”، وبدت أهمية هذا المشروع في أشد ظرف وهو جائحة كورونا والتحول للتعليم الإلكتروني، فمدارس المستقبل وضعت الأساس القوي لتوظيف استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم وتعدى ذلك إلى كل أنحاء الحياة اليومية، من الخدمات والمعاملات الحكومية مرورًا بالمعاملات المالية، واستمرارًا وتواصلًا مع النقلة الكبيرة في مجال الحوكمة والحكومة الالكترونية.

هنا، حري بالإشارة إلى مشاركة مملكة البحرين في أعمال مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس” في دولة الإمارات العربية المتحدة للاطلاع على أحدث الممارسات المتبعة في أنظمة الحكومات الرقمية والاقتصاد الرقمي، الجانب المهم الذي لفت انتباهي شخصيًّا هو مشروع إطلاق مركز بيانات إقليمي مقره مملكة البحرين، وهذا تم وفق توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي التابع لجامعة الدول العربية وشركة (ATDXT LLC)، وسيخدم هذا المركز جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وأنه يمكن لهذه الدول الاستفادة من الحلول التي يطرحها المركز في الدولة المستضيفة البحرين والتي تُعد محركًا رئيسًا وراء جهود التحول الاقتصادي الرقمي الشامل في منطقة الخليج، وإيجاد حلول دعم الجهات الحكومية والخاصة في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، لتحسين القدرة التنافسية للاقتصادات العربية وتعزيز اندماجها في الاقتصاد العالمي.

ما جعلني أكثر تفاؤلًا هو أن بلادنا تزخر بالطاقات المتخصصة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي والتحول الرقمي، في القطاعين العام والخاص، وبودي هنا أن أقترح منصة إلكترونية تفتح المجال للشباب من الجنسين، من المتميزين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال والذكاء الاصطناعي ولم يجدوا حتى الآن فرصتهم، فهذه الطاقات ستكون لبنة قوية جدًًّا لحين اكتمال مشروع المركز الإقليمي، وتنشيط مبادرة “بحرين درايف” ببرامج وأنشطة أكثر اتساعًا للوصول إلى خبراء المستقبل من أبنائنا الشباب في قطاع التكنولوجيا.

إن توجيهات جلالة العاهل المفدى واهتمام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله بالتحول نحو المستقبل، وكذلك الخطوات التي اتخذها المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، هيأت الأرضية في وقت مبكر للتوسع والابتكار في مجال تقنية المعلومات والاتصال وتوفير البنى التحتية والقوى البشرية وهذا جانب يعد مرتكزًا للرؤية 2030، فالخطوات التي تقودنا إلى أن نحتفل قريبًا ببلادنا كمركز إقليمي للبيانات بعون الله، تعني أننا نسير بخطى قائمة على التخطيط للمستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية