عرضنا في الأعمدة السابقة رائدين من رواد التنمية البشرية في المحرق “أم المدن”، ومن أوائل من تميز بعطائه في سلك التعليم، وهما الأستاذان، أحمد العمران، “مربي الأجيال” وأول وزير للتربية والتعليم في مملكة البحرين بعد الاستقلال، وهو من مواليد المحرق في (1909م)، وتوفي رحمه الله عن عمر بلغ 98 عاماً في (2007م)، وعبدالرحمن المعاودة “شاعر الشباب”، وهو من مواليد المحرق أيضاً في (1911م) وتوفي رحمه الله في (1996م).
نتابع اليوم رائدة من رائدات التعليم، حيث “ولدت في المحرق في (1914م)، وأتمت حفظ القرآن الكريم على يد المطوع وهي في عمر ست سنوات، ودرست في مدرسة خديجة الكبرى في (1931م)، إنها الأستاذة سكينة محمد القحطاني، كما ورد في كتاب “المحرق – رواد ومبدعون”، لنادي المحرق، والصادر في (1996م).
وجاء إنشاء أول مدرسة رسمية للبنات عام (1928م) “بمثابة حدث تاريخي، ليس في البحرين فحسب، ولكن في منطقة الخليج بأسرها، وبهذه المبادرة تحققت للبحرين الريادة إقليمياً في التعليم النظامي الرسمي للبنات، وبعد افتتاح المدرسة بثمانية أشهر أصبحت تضم أكثر من (100) طالبة، واشتمل المنهج الدراسي على مواد القراءة والكتابة والخياطة والرسم، ولم يخضع تسجيل المتعلمات فيها إلى عمر معين، بل يتم تسجيل كل راغبة في التعلم”. وألفت الأستاذة سكينة محمد القحطاني، كتابها من “وحي الأيام” في (1994م)، حيث ذكرت فيه “أنها التحقت بالمدرسة مع بدء العام الدراسي الثالث على التأسيس (1930 - 1931م)، وحين سجلت بالمدرسة امتحنتها المديرة في اللغة العربية والقرآن الكريم ونقلتها مباشرة إلى الصف الثالث. ومن الرعيل الأول لهذه المدرسة أيضاً شيخة علي الزياني، ورقية محمد الزياني، وفاطمة يوسف الزياني، وعائشة يوسف الزياني، وحصة علي العبيدلي، ومريم أحمد الزياني، وسبيكة هاشم، ورقية عبداللطيف، وموزة يوسف فخرو، وآمنة بنت الشيخ عبدالرحمن الزياني، ودولة محمد الخالصي”.
والتحقت بسلك التعليم “في مدارس حكومة البحرين لمدة خمسين عاماً متواصلة، وبعدها انتدبت للعمل لفترة 8 أعوام متواصلة أيضاً في معهد النور للمكفوفين كرئيسة للسكن الداخلي وتقاعدت في (72) عاماً من العمر تقريباً” (منى الذكير).
وكانت للأستاذة القحطاني مساهمات اجتماعية وتطوعية في جمعية نهضة فتاة البحرين، وجمعية الهلال الأحمر البحريني، وجمعية رعاية الطفل والأمومة، وتوفيت رحمها الله تقريباً في (1999م).