نواصل عرض مساهمات رجال من الطراز الأول في مجال التنمية البشرية في مملكة البحرين، بتأسيس أول مدرسة بالنظام الحديث في شمال المحرق “أم المدن”، عام (1919م)، وهي مدرسة الهداية الخليفية، حيث عرضنا في الحلقتين السابقتين، السيرة والمسيرة لأول رائد من رواد التعليم وتنمية الموارد البشرية، وهو “مربي الأجيال” الأستاذ أحمد بن علي موسى العمران المولود بجنوب المحرق في (1909م)، وغادرنا عن 98 عاما في (2007م).
ونكمل اليوم ما بذله الرعيل الأول من المعلمين، حيث ولد عام (1911م) “شاعر الشباب” الأستاذ عبدالرحمن جاسم المعاودة بفريج المعاودة المجاور لفريج البنائين، وهو علم من أعلام التعليم و”العلم والأدب والثقافة” وفقاً لكتاب “المحرق – رواد ومبدعون، لنادي المحرق الصادر في (1996م)”، حيث أتم دراسته الابتدائية بمدرسة الهداية الخليفية، وابتعث للدراسة لمدة ثلاثة أعوام إلى الجامعة الأميركية في بيروت، بعدها “شارك في تأسيس النادي الأدبي بالمحرق الذي استمر نشطاً خلال (1920 - 1936م)، وكان لوجود بعض رجالات الفكر والأدب من بلدان عربية مختلفة في البلاد أمثال الشاعر السوري محمد الفراتي، والشاعر العراقي محمد صالح بحر العلوم، والشاعر الكويتي خالد الفرح، والشيخ حافظ وهبة معلم من مصر، أثر كبير في تدعيم مسيرة النادي، ومن النشاطات الثقافية البارزة التي قام بها النادي الأدبي اشتراكه في المهرجان الأدبي الذي أقيم عام (1927م) بمناسبة مبايعة أحمد شوقي أميراً للشعراء”. (الدكتور سرحان).
و”أسس معلمنا مدرسة الإصلاح الأهلية في (1936م)، وكانت تدرس ثلث طلابها مجاناً، اعتماداً على تبرعات أهالي المحرق ضمن لجنة لدعم هذه المدرسة عام (1938م)” (الشيخة مي آل خلفية)، و”في (1939م) شارك الشاعر المعاودة صاحبه عبدالله الزايد في إصدار صحيفة البحرين وتحريرها، وهي أول صحيفة بحرينية” (محمد عبدالملك).
وتم “تكريم الأستاذ المعاودة من قبل وزارة التربية والتعليم في (1994م) كونه رائداً من رواد التعليم في مملكة البحرين، وتوفي رحمه الله في (1996م) في لندن العاصمة البريطانية ودفن في قطر” (خالد المعاودة).