العدد 4731
الإثنين 27 سبتمبر 2021
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
جامعاتنا... إلى أين؟!
الإثنين 27 سبتمبر 2021

مؤخراً انتشرت الكثير من الجامعات، منها الجيدة ومنها التي تستهدف الربح، خصوصا مع عزوف الطلبة عن الجامعة الحكومية وتفضيلهم الجامعات الخاصة لاعتقادهم أنها تقدم تعليماً متميزاً ومرتفع الجودة من ناحية التحصيل العلمي، أو اللجوء إلى الجامعات الخاصة لتلقي خدمات وتسهيلات أسرع وأفضل، ومنها جامعات تسهل على الطلبة مهمة النجاح والوصول إليه بدون تعب أو مجهود، فالأهم بالنسبة لها ما تحقق من أرباح على حساب الطلبة وجودة التعليم والحصول على رضاهم كمستهلكين، وهناك أخرى تبذل جهوداً أكثر لرفع معايير التعليم وكسب جهود الطلبة للنجاح وتحسين أدائهم الدراسي لزيادة الإقبال عليها، لكن بأسعار باهظة.

للأسف كثرة الجامعات اليوم أصبحت تشكل خطرا على جودة التعليم، ما ينعكس على الطلبة وتخريج جيل غير مؤهل للعمل في مختلف المجالات، جيل يجهل كيفية التعامل مع ما حوله من ظروف بشكل صحيح بسبب تلقيه تعليما يستنزف جيبه ولا يقدم له التحصيل العلمي المفيد.

دول عديدة أعطت للتعليم اهتماما كبيرا، واستطاعت منافسة دول العالم في تقديمها أفضل الأنظمة، ومثال ذلك تفوق الولايات المتحدة الأميركية في القراءة والعلوم والرياضيات، حيث قامت الدولة ببناء هيكل تعليمي شامل مصمم لتقديم التعليم المجاني الجيد لجميع المواطنين، وكذلك فنلندا حيث قامت بتصميم التعليم المبكر حول مفاهيم التعلم عن طريق اللعب لتعزيز النمو المتوازن، ويتم تدريس المرحلة الأساسية لمدة 9 سنوات على يد المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير، وهدفهم دعم التلاميذ نحو الإنسانية والمجتمع وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة في الحياة، وتنقسم المرحلة الثانوية إلى مسارين رئيسيين، عام ومهني، وكلاهما يستغرق نحو 3 سنوات، إذ يتخذ المسار العام دراسة بحثية في المدارس ويخضع الطلاب لامتحان تحديد التخصص الجامعي، بينما يركز المسار المهني على تعلم المهن والحرف ويتضمن التلمذة الصناعي إلى جانب التعلم المدرسي، هناك العديد من الدول غيرها، كسنغافورة وسويسرا والسويد، نأمل أن نحذو حذوهم ونقتدي بهم لنتمكن من إعداد جيل واعد. علينا اليوم العمل على رفع إنتاجية وأداء التعليم والحد من انتشار الجامعات التجارية التي تهدف لتعظيم الأرباح دون الاهتمام بجودة التعليم ومصلحة الطالب، وذلك لتحقيق الطموحات المأمولة لمستقبل أفضل.

أصبح الأمر يتطلب وقفة متأنية ودراسة كيفية منع الجامعات الرديئة من ممارسة نشاطها واعتماد الجامعات التي تقدم مستوى تعليميا عاليا، أتمنى لو يتم الاهتمام أكثر بالجامعة الحكومية وتعديل مستواها وإمكانياتها وتقليل تكاليفها لتخفيف العبء على الطلبة وحصولهم على الجودة بأسعار تنافسية وفي متناول الجميع.

نأمل أن نولي التعليم اهتماما أكبر لخلق جيل قادر على تحمل المسؤولية وتقديم أفضل المستويات التي تعود علينا بالنفع وعلى وطننا الغالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .