+A
A-

المؤسسة الخيرية الملكية تعمل بأسلوب مهني وتنظر لليتيم بأنه "ماسه" ثمينة

أكد الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال أهمية الشراكة المجتمعية في دعم العمل الخيري والإنساني في المجتمعات وأثرها الإيجابي على العاملين والشركات والمؤسسة التجارية والصناعية، حيث بين خلال كلمته في المنتدي الذي نظمته صحيفة البلاد من خلال البث المباشر بعنوان "المسؤولية الاجتماعية للشركات" بأن العاملين في الشركات عندما يساهمون في البرامج والأعمال الإنسانية فإنهم يشعرون بالفخر والراحة النفسية وهم يرون بأنهم يؤدون أعمالاً إنسانية تساهم في إسعادالمحتاجين وتنمية المجتمع، مما ينعكس على الشركات المساهمة في المسؤولية الاجتماعية ويعود بالنفع عليها فتكسب ولاء وحب الموظفين والعملاء عندما يرون بأنها لا تهدف للربح فقط وإنما لها إسهامات كبيرة في خدمة المجتمع ودعم المحتاجين، وهذا في حد ذاته بمثابة إعلان ودعاية للشركة وفائدة كبيرة تعزز سمعتها في المجتمعات مما ينتج عنه زيادة الثقة في أعمالها ومنتجاتها.

وبين الدكتور مصطفى السيد خلال المنتدي الذي استضاف وزير العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذ جميل حميدان، والسيد فوزي بن أحمد كانو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو، والسيد فاروق بن يوسف المؤيد رئيس مجلس إدارة شركة يوسف خليل المؤيد وأولاده، والشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس إدارة شركة ألبا، والأستاذ جمال فخرو الشريك التنفيذي في “كي بي أم جي – البحرين والدكتور داوود نصيف رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين، والسيد سمير ناس رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين. بأن البحرين سباقة في هذا العمل وهناك العديد من الشركات التي نشاهد بصمتها المتميزة في المسؤولية الاجتماعية فعلى سبيل المثال فإن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات التي أثبتت سلامة أعمالها من خلال تأسيس مزرعة للأسماك ساهمت في المحافظة على الثروة السمكية للبلاد وكذلك محمية الطيور والحديقة الخيرية بكلها كانت بمثابة دليل ساطع على سلامة عملها ومناسبته للبيئة بالإضافة إلى الاهتمام بالرياضة وصحة العاملين ومنحهم الفرصة والوقت في الانخراط في الأعمال المجتمعية حتى أصبحت الشركة مثالاً يقتدى به في المسؤولية المجتمعية وخدمة المجتمع والاهتمام بموظفيها ومجتمعها الذي تعمل فيه. وكذلك الحال في العديد من الشركات والمؤسسات البحرينية العريقة الأخرى.

وأوضح الدكتور مصطفى السيد بأن اهتمام العالم بموضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات يعتبر جديد نسبياً والكتب الموضوعة في هذا المجال قليلة جداً ونادرة، إلا أن البحرين كان لها اهتمام كبير في المسؤولية الاجتماعية للشركات منذ أكثر من أربعين عاماً حيث كانت الشركات تنشر هذه الثقافة عن طريق تولية موظفيها والشركات التي تشترك معها في شراكات عالمية مع الشركات المعنية بالسلامة المهنية والبيئة، وهذا ما أكدت عليه جامعة هارفارد العريقة التي قالت بان نجاح المؤسسات لا يقاس فقط بنسبةالربح الذي تجنيه جراء أعمالها التجارية والصناعية وإنما يقاس أيضاً بمدى اهتمامها بصحة وسلامة وتدريب موظفيها وخدمة المجتمع الذي هي فيه والبيئة المحيطة بها.

وأكد الدكتور مصطفى السيد بأن جذور هذه السياسة مغروسة في نفوس المجتمع البحريني من خلال ديننا الإسلامي الحنيف الذي خلد هذا العمل في قوله تعالى " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" وكذلك تخليدالعمل معهما كان في نظر صاحبه صغيراً وبسيطاً كما في قوله تعالى " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه" فلا شيئ أصغر من الذرة ولكنها عند الله سبحانه وتعالى لها قيمة يجزى بها الإنسان إذا عمل عملاً بحجمها حتى لو كان بسيطاً كالابتسامة في وجه أخيك أو إزاحة حجر أو أذى عن الطريق وهذا المبدأ جاء دور صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية والقيادة الشابة والطموحة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب من خلال تأسيس وإدارة العمل في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية قبل أكثر من عشرين عاماً لتقدم الخدمة المتميزة للمحتاجين من الأيتام والأرامل بأسلوب إداري حديث منظم يضع على رأس أولوياته المحافظة على كرامة المحتاجين فهي أمر فهي مبادرة قمة في الإبداع والرؤية الثاقبة والحكيمة فلجلالة الملك المفدى جزيل الشكر والامتنان والتقدير والأجر الجزيل من المولى عز وجل.

فالمؤسسة المؤسسة الملكية ساهمت في بناء 14 مدرسة و 7 مراكز صحية للمحتاجين في الخارج وعملت على خدمة الأيتام والأرامل والاهتمام بالجانب الصحي والتعليمي لهم وإنشاء مشاريع استثمارية وتنموية تضمن استمرار خدمتهم ومستقبلهم.

ووضح الدكتور مصطفى السيد بأن للشركات والقطاع الخاص دور مهم في تحقيق نجاح الشراكات المجتمعية ولا يزال دورهم الكبير في نجاح حملة فينا خير دليل على أهمية دور الشركات والقطاع الخاص حيث تم جمع 100 مليون دولار أمريكي لخدمة المجتمع البحريني في وقت قياسي وفي ظروف اقتصادية صعبة جراء جائحة زرونا التي اجتاحت العالم فأثبتت حملة فينا خير المباركة تلاحم البحرينيين والمقيمين وأدوراهم الوطنية من أجل مصلحة البحرين، فكان الرد على هذه الملحمة الوطنية من قائد  العمل الإنساني سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أن أمر بإنشاء مستشفى متخصص في علاج الأوبئة و الأمراض المعدية إلى جانب "مختبر ومركز أبحاث فينا خير للأمراض المعدية والوبائيات" الذي تم إنشاءه بتبرعات حملة فينا خير.

وفي ختام مداخلته أثنى الدكتور مصطفى السيد على أهمية دور الشركات في إقامة المشاريع التنموية من خلال مسؤولياتها المجتمعية إلا أنه أكد على أهمية أن يتم استقطاع نسبة 1% من أرباح الشركات لصالح الأعمال الإنسانية وخدمة المجتمع.