لم تصل العديد من دول العالم إلى مهرجان كان السينمائي بصفة رسمية هذا العام، مع توقف مؤسساتها السينمائية الوطنية بسبب التحديات المستمرة للسفر وسط الوباء، لكن المملكة العربية السعودية كانت حاضرة بقوة كدولة سينمائية مهمة في ثاني رحلة رسمية يقوم بها إلى المهرجان بعد الظهور الأول في العام 2018، والتي جاءت بعد أشهر فقط من الإعلان عن تشجيع السينما في المملكة كجزء من استراتيجية رؤية البلاد 2030.

في السنوات الثلاث التي تلت إعادة افتتاح دور السينما في المملكة العربية السعودية، أثبتت الأفلام العالمية، والأنيمي خصوصا، أنها تحظى بشعبية ونجاح كبيرين ومع ذلك، مع ازدياد الطلب من رواد السينما في السعودية على المزيد من المحتوى العربي وفقا لخبراء صناعة محليين.

إن دور السينما في المملكة تجتذب مجموعة واسعة من العملاء ذوي الأذواق المتنوعة في السينما، والطلب على الأفلام العالمية مرتفع، وفي نفس الوقت الجمهور السعودي يريد أيضا المزيد من الأفلام المنتجة محليا وهنا جاء دور المخرجين السعوديين في تقديم أعمالهم مع هذا الانفتاح المهم لعالم الفن السابع، بتقديم منتج يحمل اسم المملكة سواء في الشاشات أو في المهرجانات السينمائية الكبيرة أو حتى في منصات البث الكبيرة مثل "نتفلكس"، فالجمهور يتوق إلى المحتوى العربي، مع تنويع المحتوى المحلي وضمان إتاحة الأفلام الروائية المتميزة باللغة العربية بالاتفاق مع العديد من الشركات الفنية.

أفلام تحقق النجاحات في السينما العالمية مثل فيلم "ولد ملكا"، الذي أثبت نجاحا كبيرا مع رواد السينما، وأيضا توقيع شراكة مع شركة مانغا للإنتاج لجلب فيلم "الرحلة"، وهو أول أنيمي سعودي ياباني على الإطلاق، إلى الشاشة الكبيرة، والفيلم السعودي "حد الطار"، الذي يعرض على "نتفلكس" بعد أن حاز على العديد من الجوائز السينمائية، وفيلم "شمس المعارف" وهو من إنتاج العام 2020 وغيرها من الأفلام الناجحة.

وفي إطار مبادرات برنامج جودة الحياة وفقا لرؤية المملكة 2030، وتحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للإعلام السمعي البصري، تم مؤخرا تنشيط نشاط السينما، وهو قطاع ترفيهي وثقافي واقتصادي مهم، في المملكة، خصوصا وأن قطاع السينما شهد خلال السنوات الماضية، احتفالا بالذكرى السنوية الثالثة لتأسيسه، حقق قفزة نوعية في خيارات الترفيه المتاحة للأفراد والأسر.

وتم افتتاح أول سينما في الرياض في 18 أبريل 2018، وآخرها افتتح مؤخرا في حائل، بـ 10 شاشات و1309 مقاعد، وتم خلال السنوات الثلاث الماضية افتتاح 34 دار سينما في 12 مدينة ضمن 6 مناطق إدارية بالمملكة، بنحو 342 شاشة وأكثر من 35 ألف مقعد، و11 شركة متخصصة في تشغيل السينما، منها 9 شركات عالمية مرخصة.

12 مليون تذكرة 

أعلن القائم بأعمال المدير التنفيذي للتسويق والاتصال بمركز برنامج جودة الحياة خالد بن عبدالله البكر عن بيع أكثر من 12 مليون تذكرة بمناسبة الذكرى الثالثة لإطلاق قطاع السينما من جديد في المملكة للصحافة، وأكد على الأدوار الاقتصادية الهامة للقطاع الذي خلق أكثر من 2500 فرصة عمل مباشرة، إضافة إلى الفرص الاقتصادية في قطاع السينما ككل، وقال إنه من المتوقع افتتاح أكثر من 70 دار سينما قريبا في 13 منطقة إدارية، وأضاف أن الهيئة تعمل على دعم المحتوى المحلي والإنتاج السينمائي وصناع الأفلام السعوديين من كلا الجنسين لإقامة وجودهم محليا ودوليا.