+A
A-

د.عبدالخالق عبدالله: الخطر الإيراني بازدياد وعلى دول المنطقة أن تتكيف معه

أكد أستاذ العلوم السياسية من دولة الإمارات العربية المتحدة عبدالخالق عبدالله أن دول الخليج تعاملت بنجاح مع الثورة الإيرانية طوال السنوات الماضية، وظلت الأكثر استقرارا رغم كل التهديدات الإيرانية موضحا ان الخطر الإيراني هو الثابت الوحيد خلال 40 السنة الماضية في منطقة الخليج فهو قائما منذ عام 1979 ومازال قائما و زادت خطورته وتهديده في المنطقة.

وأوضح في مداخلته منتدى الصحيفة عن المنظومة الأمنية للدول الخليجية والعربية  أن إيران أصبحت تهدد أمن المنطقة من جميع الجهات وعلى جميع الأصعدة، وأصبحت المنطقة محاطة بإيران عسكريا وسياسيا .مفيدا بأن ايران  أصبحت  اكثر ثقة بنفسها من أي وقت مضى خلال السنوات الماضية فهي تهدد المنشآت وتستهدف الناقلات النفطية و السفن التجارية و تهدد مضيق هرمز اكثر من اي وقت اخر،وغدت تقول انها شرطي المنطقة بالمعنى العسكري والسياسي  كما كانت سابقا وعلى الدول ان تعرف كيف تتكيف مع هذا الوجود.

وتابع ان الولايات المتحدة الأميركية تولت أمن دول المنطقة منذ عام 1971  الا انه خلال السنوات الثلاث الأخيرة تعالت الأصوات فيها والشواهد بأنها لا تستطيع ان تقوم بذلك وحدها،وهناك توجه من واشنطن ان منطقة الخليج لم تعد منطقة مصالح حيوية ، الأمر الذي تبعه  انحسار شديد في الثقة بالولايات المتحدة  خاصة بعدما جرى في أفغانستان فلم تعد الثقة ذاتها بالتقارير والاستخبارات الأميركية ،وهو ما قد يحدث مستقبلا في تعاملها مع إيران.

ورأى ان الثقة بالزعامة للولايات المتحدة والحماية لم تعد كالسابق خلال السنوات الأخيرة متوقعا ان تتزعزع هذه الثقة في السنوات الماضية ، مستدركا ان الولايات المتحدة  ستظل الشريك الاستراتيجي للمنطقة الخليج والاتحاد الأوروبي و لكل العالم كما انه لا بديل  لها في المستقبل القريب.

وأشار الى ان الاهتمام الاسيوي في الخليج وبروز الحضور الصيني خلال الخمسة عشرة سنة الماضية أكثر من أي شريك آخر ،معتبرا  ان الصين لم تعد قوة اقتصادية صاعدة  فقط ،حيث أصبحت تبرز كقوة عسكرية وسياسية جديدة ولم تعد تكتفي بمحيطها الآسيوي بل عبر البوابة الإيرانية أيضا، متوقعا ان يزداد هذا البروز الصيني في المنقط.

وأوضح ان وراء هذا الحضور الصيني هدف تكتيكي ودخولها الى عقر دار الولايات المتحدة في الخليج هوتشتيت انتباه الولايات المتحدة عما يجري في شرق وجنوب شرق آسيا ، إضافة الى ان  ان البعد الاستراتيجي للحضور الصيني في دول المنطقة  هو صراع على تنافس  العالم مع الولايات المتحدة خلال القرن ال21 ،موضحا ان الصين تود ان تكون تكون منطقة الخليج بحيرة صينية خلال 50 سنة القادمة ،بعد ان كانت بحيرة بريطانية خلال 150 سنة ثم أصبحت بحيرة أميركية خلال 50 سنة.

وأكمل هذه التحولات الضخمة  العالم يجب الوعي بها ،وعلى دول الخليج التعامل مع الخطر الثابت وهو التهديد الإيراني والتعامل مع المستجدات  وهي انحسر الثقل الأميركي في مقابل البروز الصيني في الخليج والعالم، مستدركا ان دول الخليج تعاملت بنجاح مع الخطر الإيراني خلال 40 سنة الماضية وظلت هي المنطقة الصغيرة الامنة المزدهرة في محيط يعج بالفوضى ،موضحا انه لا ينبغي ان لا نفقد الثقة بإمكانياتها الضخمة.