أُثير في الفترة الأخيرة موضوع توثيق تاريخ الحركة الرياضية البحرينية، هل هناك تاريخ حقيقي لبدء الحركة الرياضية البحرينية، وهل هناك توثيق فعلي نستطيع خلاله أن نعرف بداية هذه الحركة وتطورها وأهم القيادات الرياضية الوطنية التي أسست لهذه الحركة وتطورها؟

الواقع يقول إن هناك تقصيرا كبيرا في هذا المجال، هناك جهود بذلت في الماضي لتوثيق هذه الحركة لكنها غير دقيقة وغير مكتملة؛ لأنها تمت وفق الإمكانات البسيطة المتاحة وغالبا كانت تتم بمبادرات فردية. أما اليوم فنحن نعيش عالم المعرفة وتطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وأهم ما فيها الكمبيوتر والانترنت، التي تيسر عملية التوثيق.

اليوم ومع تبني القيادة الرشيدة مشروع “المتحف الرياضي الافتراضي” القائم على توثيق التاريخ الرياضي لمملكة البحرين، والجهود الكبيرة من قبل اللجنة المكلفة بعملية التوثيق برئاسة الدكتور عبدالرحمن عسكر، التي أتمنى لها التوفيق والنجاح في عملها، أدعو للأخذ بأصول وأساليب التوثيق العلمية الحديثة، والتي تتمحور حول العمل المؤسسي من خلال إنشاء مركز وطني للأبحاث والتوثيق الرياضي على غرار الدول المتقدمة، ونشر ثقافة التوثيق الرياضي على جميع المستويات بدأ من الرياضة المدرسية من خلال البدء بالإيعاز للمدارس والجامعات بتوثيق إنجازاتها الرياضية، وتدريب كوادر وطنية تتبع القطاع التعليمي والأندية والاتحادات الرياضية ليمتلكوا المهارات العلمية والمهنية الخاصة بالتدوين والتوثيق العلمي.. وينطلقون بكفاءة مهنية عالية في مجال التدوين والحفظ والتوثيق العلمي وفق رؤية واعية، وعمق معرفي، وأمانة مهنية.

وإطلاق منصة إلكترونية وطنية للتوثيق الرياضي، تساعد في سرعة وبكفاءة عملية توثيق جميع الفعاليات والنتائج الرياضية المحلية والدولية، للأفراد والأندية والاتحادات الرياضية، وتساهم في حفظ البحوث والدراسات العلمية الرياضية.

بذلك يكون لدينا مركز وطني شامل قادر على إصدار النشرات والإحصاءات العلمية الرياضية الشهرية، وتكون مرجع للمسؤولين، والباحثين والمهتمين بالقطاع الرياضي، ما يسهم في تطوره والارتقاء بالرياضة البحرينية.