العدد 4643
الخميس 01 يوليو 2021
banner
عيسى الماجد
عيسى الماجد
تحديات وفرص إصلاح الرياضة المدرسية
الخميس 01 يوليو 2021

في الماضي القريب كانت المدارس الحكومية القاعدة الأساسية لاكتشاف المواهب الرياضية، فالمدرسة كانت النواة والمنبع الأول والأساسي الذي يرفد الأندية والمنتخبات بالمواهب واللاعبين في مختلف الألعاب الرياضية، فالكثير من الرياضيين الكبار الذين حققوا العديد من الإنجازات للبحرين على الصعيد المحلي والدولي كانت بدايتهم الأولى بالمدارس.

واليوم تقلص هذا الدور، والواقع الحالي للرياضة المدرسية لا يلبي هذا الطموح في ظل تقلص الدور الذي تلعبه المدارس في الحياة الرياضية بالبلد، فالرياضة المدرسية تعاني من العديد من التحديات أهمها: ضعف الميزانية المخصصة للمنافسات الرياضية المدرسية، على الرغم من المبالغ الهائلة التي تصرفها وزارة التربية والتعليم على المنافسات الرياضية المدرسية إلا أنها غير كافية وتعاني من قصور كبير بسبب زيادة عدد المدارس بشكل كبير (بنين، بنات) من جهة، وزيادة عدد المسابقات الرياضية من جهة أخرى، ويضاف على ذلك نظام المسابقات القائم على إخراج المغلوب من الدور الأول والذي يقضي على روح  المنافسة بين الفرق بسبب العدد الكبير للفرق الرياضية المدرسية والميزانية الكبيرة التي تتطلبها اللجان التنظيمية والتحكيمية.

فأصبحت المسابقات الرياضية المدرسية فاقدة لروح المنافسة لضعف مستوى الفرق الرياضية لضعف الدافعية لدى الطلبة الموهوبين في المشاركة في الفرق المدرسية من جانب وعدم اجتهاد معلمي التربية الرياضية في إعداد وتدريب الفرق الرياضية بالشكل المناسب والجيد من جانب آخر، ما يساهم في بناء فرق رياضية مدرسية ضعيفة المستوى ولا تملك الدافعية المطلوبة لبذل كل ما لديها في سبيل تحقيق الفوز والوصول إلى الهدف وهو تحقيق البطولة. بل بالعكس فغالبية الفرق والمعلمين يتسابقون للخروج من المسابقات مبكرا إلا الفرق الضامنة مسبقا بالوصول للتصفيات النهائية.

إذا أردنا أن نمضي برياضتنا في الطريق الصحيح فيجب أن نبدأ من الرياضة المدرسية كونها القاعدة الأكبر الحاضنة للمواهب إذ تعتبر شريحة الطلاب هي الأكبر في أي بلد في العالم، وأن نعتمدها كنقطة انطلاق والتركيز عليها، والبداية تكون أولًا: من خلال إشهار الاتحاد البحريني للرياضة المدرسية. ليكون الجهة المشرفة على تنظيم وإدارة المسابقات والبطولات الرياضية المدرسية، وثانيًا: تطبيق أسس التسويق الرياضي الحديث على البطولات والبرامج الرياضية المدرسية لكون هذه الفئة من أهم الفئات جاذبية للشركات والمؤسسات التجارية لحجم قوتها السوقية عالميًا، وثالثًا: التعاون مع اللجنة الأولمبية البحرينية من خلال تفعيل الألعاب الأولمبية المدرسية التي نظمت من قبل لفترة بسيطة وتوقفت لأسباب مجهولة، والانطلاق منها نحو المشاركة في البطولات العالمية المدرسية المختلفة.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .