العدد 4650
الخميس 08 يوليو 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
ماذا حدث للإنسان العربي؟!
الخميس 08 يوليو 2021

تُطالعنا الأنباء كل يوم تقريبًا بحوادث مُفجعة لم تكن معروفة من قبل في مجتمعاتنا العربية! فهذا قتل أمه! وهذه قتلت زوجها! وهذا طعن والده! وهذا أطلق الرصاص على ابنه إثر شجار وقع بينهما! وهذا ضرب زوجته حتى ماتت! وهذه ألقت برضيعيها في النهر لعجزها عن الإنفاق عليهما... إلى آخر هذه الأخبار المفزعة التي تُدمي القلوب وتبث الهلع في النفوس.

المفزع أن هذه الحوادث المؤلمة ليست حوادث فردية، كما أنها لا تقع في بيئات معروفة بالجريمة والإجرام، بل تحدث داخل أسر عادية، وهي لا تقتصر على مجتمع دون آخر، ولا تحدث في البيئات الفقيرة أو في أوساط الجهلة فقط، بل تقع بين الأثرياء والمتعلمين، والمحزن أنها تقع بين أشخاص كان ينبغي أن تكون وشائج القربى وصلة الرحم بينهم حصنًا منيعًا يحُول دون حدوثها بهذا الشكل!

ولا يقل أحدٌ إن هذه الجرائم قليلة قياسًا إلى عدد السكان، فهذا وإن كان صحيحًا من الناحية الإحصائية إلا أننا لا نبحث هذه القضية من تلك الزاوية، فلا نتحدث عنها كونها تمثل ظاهرة اجتماعية أو لا، بل ما يعنينا هو تسليط الضوء على هذه النوعية من الجرائم التي تحدث داخل بيوتنا وأسرنا بين أشخاص يُفترض أن يخاف كل منهم على الآخر ويحرص على حياته بشكل لا يقبل الشك، فهذه فطرة الله في خلقه!

فما الذي حدث للإنسان العربي؟! ما الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة من الأنانية والجشع والطمع؟! لماذا لا نفكر إلا في رغباتنا وفي أنفسنا فقط؟! ولماذا تتصاعد خلافاتنا الأسرية إلى هذا الحد من الصدام والصراع الذي يدفع البعض لارتكاب جرائم مروِّعة؟! ما الذي يدفع شابًا لقتل أمه؟! وما الذي يجعل رجلًا يُطلق الرصاص على ابنه فلذة كبده فيرديه قتيلًا، ثم يموت كمدًا وحزنًا عليه؟! ما الأمر الذي يدفع أمًّا لتقتل فلذات كبدها؟! لماذا قلَّ صبرُ الإنسان العربي وضعُفَت قدرتُه على التحمل؟! لماذا فقدنا الرغبة في العطاء وتقديم التضحيات من أجل إسعاد أحبابنا حتى ولو كانوا أقرب الناس لنا؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .