+A
A-

مونديال قطر 2022... سجل أسود من الرشاوى والتنازلات أخلاقية

حفل‭ ‬الملف‭ ‬القطري‭ ‬باستضافة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2022‭ ‬بصفحات‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬بدءًا‭ ‬باتهامات‭ ‬بالرشاوى‭ ‬وشراء‭ ‬الأصوات،‭ ‬مرورًا‭ ‬بانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تشييد‭ ‬ملاعب‭ ‬المونديال‭ ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬بالسُخرة‭ ‬والعبودية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬بتنازلات‭ ‬أخلاقية‭ ‬تنتهك‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والأعراف‭ ‬الخليجية‭ ‬والإسلامية‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الأكثر‭ ‬فسادًا‭ ‬ودموية‭ ‬وانتهاكًا‭ ‬للكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإثارة‭ ‬للشبهات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬والرياضة‭ ‬العالمية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬غضب‭ ‬وامتعاظ‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬تنازلات‭ ‬خطيرة‭ ‬للفوز‭ ‬بتنظيم‭ ‬هذه‭ ‬البطولة،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مبادئ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬والثوابت‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

وأفصحت‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬خضوع‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬لاشتراطات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ (‬الفيفا‭) ‬بشأن‭ ‬السماح‭ ‬ببيع‭ ‬وتناول‭ ‬الخمور‭ ‬والمشروبات‭ ‬الكحولية‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والملاعب،‭ ‬وإباحة‭ ‬السياحة‭ ‬الجنسية‭ ‬والعلاقات‭ ‬المثلية‭ ‬المحرمة‭ ‬والمجرمة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬دون‭ ‬احترام‭ ‬لتقاليد‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭ ‬المحافظ‭ ‬أو‭ ‬مراعاة‭ ‬لمبادئ‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬غريب‭ ‬ولا‭ ‬مبرر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الدينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والمتشددة‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬قطر‭.‬

وأكد‭ ‬متعهد‭ ‬خدمات‭ ‬مونديال‭ ‬2022‭ ‬جايمي‭ ‬بايروم‭ ‬أن‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية‭ ‬ستكون‭ ‬متاحة‭ ‬لمشجعي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬القطرية‭ ‬خلال‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2022،‭ ‬وتوقع‭ ‬بحسب‭ ‬تقارير‭ ‬صحفية‭ ‬“أن‭ ‬يتمكن‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الشرب”،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬لقطر‭ ‬تجربة‭ ‬مع‭ ‬“منطقة‭ ‬المشجعين‭ ‬الرطبة”‭ ‬خلال‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للأندية‭ ‬2019،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬السماح‭ ‬للجماهير‭ ‬بتناول‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الدوحة،‭ ‬وسط‭ ‬تأكيدات‭ ‬من‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمشاريع‭ ‬والإرث‭ ‬حسن‭ ‬الذوادي‭ ‬آنذاك‭ ‬إن‭ ‬“الكحول‭ ‬ليس‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬ثقافتنا،‭ ‬لكن‭ ‬الضيافة‭ ‬بلى”‭.‬

وصرح‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬قطر‭ ‬2022‭ ‬ناصر‭ ‬الخاطر‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬تدرس‭ ‬خيار‭ ‬اعتماد‭ ‬“أماكن‭ ‬مخصصة”‭ ‬خلال‭ ‬البطولة‭ ‬التي‭ ‬تتوقع‭ ‬قدوم‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬مشجع‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬لمتابعتها،‭ ‬كما‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬تسبب‭ ‬مشجعين‭ ‬ثملين‭ ‬باضطرابات‭ ‬وسبل‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬أنه‭ ‬“طالما‭ ‬كان‭ ‬المشجعون‭ ‬سعداء‭. ‬لا‭ ‬مشكلة‭ ‬لدينا”،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬ترحيب‭ ‬بلاده‭ ‬“بكل‭ ‬المشجعين‭ ‬الراغبين‭ ‬بالحضور‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬اختلافات‭ ‬ميولهم‭ ‬الجنسية‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬الدينية‭ ‬والعرقية”،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬“طمأنة‭ ‬كل‭ ‬مشجع،‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جنس‭ ‬كان،‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬توجه‭ ‬جنسي،‭ ‬دين،‭ ‬عرق،‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬أمانًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وسيكون‭ ‬مرحبًا‭ ‬بهم‭ ‬هنا”،‭ ‬وأنه‭ ‬“لا‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬المثليين”‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬اعتراف‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬وإقراره‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الجنسية‭ ‬المثلية‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬مبادئ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقيم‭ ‬والأعراف‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والثوابت‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الراقية‭ ‬التي‭ ‬يتسم‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭ ‬الشقيق‭.‬

وأعلن‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتعليم‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬جويس‭ ‬كوك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬نشرته‭ ‬يورونيوز‭ ‬بتاريخ‭ ‬9‭ ‬ديسمبر‭ ‬2020‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬السماح‭ ‬بالتلويح‭ ‬ورفع‭ ‬رايات‭ ‬قوس‭ ‬القزح،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬مجتمع‭ ‬الشواذ‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬المضيفة‭ ‬لمباريات‭ ‬البطولة،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنظيمية‭ ‬لمونديال‭ ‬قطر‭ ‬أكدوا‭ ‬له‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬انتزاع‭ ‬تلك‭ ‬الرايات‭ ‬من‭ ‬حامليها؛‭ ‬لأن‭ ‬الفيفا‭ ‬لن‭ ‬ولا‭ ‬يتسامح‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التمييز‭. ‬ونشرت‭ ‬شبكة‭ ‬ايه‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬تقريرًا‭ ‬أظهرت‭ ‬فيه‭ ‬تدخل‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬والإعلام‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬تقارير‭ ‬لصحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬وشطبت‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬المقروءة‭ ‬بالدوحة،‭ ‬الإشارة‭ ‬للمثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬مفترضًا‭ ‬من‭ ‬ترتيبات‭ ‬مونديال‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬مكشوفة‭ ‬لإخفاء‭ ‬ما‭ ‬تعهدت‭ ‬به‭ ‬لاحتواء‭ ‬غضب‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المتوقع‭.‬

وأكد‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬“فيفا”‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬“بينك‭ ‬نيوز”‭ ‬ونقلته‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬“سبوتنيك”‭ ‬الروسية‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬اشترط‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬وبشكل‭ ‬رسمي‭ ‬واضح‭ ‬قبولها‭ ‬“المثليين”‭ ‬جنسيا،‭ ‬ولا‭ ‬تمارس‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭ ‬ضدهم،‭ ‬مذكرًا‭ ‬الحكومة‭ ‬القطرية‭ ‬بأنها‭ ‬سبق‭ ‬ووافقت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬رسميًا،‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬آندي‭ ‬هارفي،‭ ‬الخبير‭ ‬المحكّم‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬الرياضية،‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬قطر‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬رسميًا‭ ‬وعلنيًا‭ ‬بالسماح‭ ‬للمثليين‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وإنما‭ ‬كتشريع‭ ‬قانوني‭ ‬دائم،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬2018،‭ ‬لتصبح‭ ‬قطر‭ ‬أول‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬مسلم‭ ‬يستضيف‭ ‬البطولة،‭ ‬ويعترف‭ ‬بحقوق‭ ‬المثليين‭ ‬جنسيًا‭.‬

اتهامات‭ ‬دولية‭  ‬بالفساد‭ ‬والرشاوى

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستضافة‭ ‬قطر‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬القيمي‭ ‬والأخلاقي،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬دولية‭ ‬عن‭ ‬اتهامات‭ ‬بالفساد‭ ‬المالي‭ ‬تشوب‭ ‬فوز‭ ‬قطر‭ ‬بتنظيم‭ ‬البطولة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مجلة‭ (‬فرانس‭ ‬فوتبول‭) ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طويل‭ ‬بعنوان‭ ‬“قطر‭ ‬جيت”‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يناير‭ ‬2013‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬حق‭ ‬استضافة‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2022‭ ‬عبر‭ ‬منح‭ ‬رشاوى‭ ‬‏لأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬‏وتورط‭ ‬ميشيل‭ ‬بلاتيني‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬“فيفا”‭ ‬الأسبق‭ ‬بالتصويت‭ ‬لقطر‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الرشاوي‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬“هدايا”،‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬قيام‭ ‬قطر‭ ‬بشراء‭ ‬نادي‭ ‬باريس‭ ‬جيرمان‭ ‬وإنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬“بي‭ ‬إن‭ ‬سبورتس‭ ‬فرنسا”،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬شركة‭ ‬لاجاردير‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬وبث‭ ‬وتوزيع‭ ‬المحتوى‭ ‬التلفزيوني‭.‬

وكشف‭ ‬موقع‭ ‬“ميديا‭ ‬بارت”‭ ‬عن‭ ‬عثور‭ ‬جهاز‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬التابع‭ ‬للشرطة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬على‭ ‬وثيقة‭ ‬مهمة‭ ‬تم‭ ‬تحريرها‭ ‬بخط‭ ‬اليد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬تعيين‭ ‬نجل‭ ‬بلاتيني‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬شركة‭ ‬الملابس‭ ‬الرياضية‭ ‬“بوردا”‭ ‬التابعة‭ ‬للصندوق‭ ‬السيادي‭ ‬القطري‭.‬

فضائح‭ ‬رشاوى

فضائح‭ ‬مستمرة‭ ‬أكدتها‭ ‬صحيفة‭ ‬“صنداي‭ ‬تايمز”‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مدعم‭ ‬بالوثائق‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2019‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬قطر‭ ‬رشاوى‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬صفقات‭ ‬سرية‭ ‬مع‭ ‬“الفيفا”‭ ‬بمبالغ‭ ‬مجموعها‭ ‬880‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬فوزها‭ ‬باستضافة‭ ‬المونديال،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬تلقي‭ ‬الترينيدادي‭ ‬جاك‭ ‬وارنر‭ (‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬لرئيس‭ ‬فيفا‭) ‬مليوني‭ ‬دولار‭ ‬رشوة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬يملكها‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الآسيوي‭ ‬السابق‭ ‬القطري‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬همام‭ ‬للتصويت‭ ‬لصالح‭ ‬قطر،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬رصدتها‭ ‬صحف‭ ‬عالمية‭ ‬وتناولتها‭ ‬جهات‭ ‬تحقيق‭ ‬دولية،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬مطالبة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحاليين‭ ‬والسابقين‭ ‬بضرورة‭ ‬تدارك‭ ‬الخطأ‭ ‬وسحب‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قطر،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬السويسري‭ ‬جوزيف‭ ‬بلاتر‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لاتحاد‭ ‬اللعبة‭ ‬الذي‭ ‬رشح‭ ‬4‭ ‬دول‭ ‬لاستضافة‭ ‬الحدث،‭ ‬هي‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإنجلترا‭ ‬وأميركا‭ ‬واليابان،‭ ‬وما‭ ‬أكده‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإنجليزي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬سابقا‭ ‬اللورد‭ ‬تريسمان،‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬أذاعته‭ ‬شبكة‭ ‬“بي‭ ‬بي‭ ‬سي”‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬إنفاق‭ ‬قطر‭ ‬117‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬لمسؤولين‭ ‬وجهات‭ ‬معنية‭ ‬بالتصويت‭ ‬بحسب‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬بريطانية‭.‬

وامتدت‭ ‬التجاوزات‭ ‬القطرية‭ ‬لتشمل‭ ‬انتهاكات‭ ‬خطيرة‭ ‬لحقوق‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬تشييد‭ ‬وإعداد‭ ‬منشآت‭ ‬المونديال،‭ ‬ومعاناتها‭ ‬بحسب‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية‭ ‬غير‭ ‬آدمية،‭ ‬ورواتب‭ ‬هزيلة،‭ ‬ووقف‭ ‬وتأخير‭ ‬الأجور،‭ ‬وإهمال‭ ‬أوضاعهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬“السُخرة”‭ ‬و‭ ‬“العبودية‭ ‬الحديثة”،‭ ‬ما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬بحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬“ذا‭ ‬جارديان”‭ ‬البريطانية‭ ‬وفاة‭ ‬6500‭ ‬عامل‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬آسيوية‭ ‬منذ‭ ‬حصول‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬تنظيم‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭.‬

انتهاكات‭ ‬ممنهجة

وكشفت‭ ‬منظمة‭ ‬“هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش”‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2020‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬ثمّة‭ ‬انتهاكات‭ ‬ممنهجة‭ ‬يتعرّض‭ ‬لها‭ ‬العمّال‭ ‬الوافدون‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬بشكل‭ ‬تعسفي‭ ‬من‭ ‬تأخير‭ ‬دفع‭ ‬الأجور،‭ ‬أو‭ ‬دفعها‭ ‬ناقصة،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬دفعها،‭ ‬وآخرين‭ ‬عالقين‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‭ ‬سيئة،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬مليوني‭ ‬عامل‭ ‬وافد‭ ‬يشكلون‭ ‬95‭ % ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬تقاريرها‭ ‬الدورية‭ ‬للعام‭ ‬العاشر‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬بشأن‭ ‬“خضوع‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬لنظام‭ ‬عمل‭ ‬استغلالي‭ ‬يعرضهم‭ ‬لخطر‭ ‬العمل‭ ‬الجبري،‭ ‬إذ‭ ‬يحاصرهم‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‭ ‬تهدد‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬العادلة‭ ‬والأجر‭ ‬الإضافي‭ ‬والسكن‭ ‬اللائق‭ ‬وحرية‭ ‬التنقل‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العدالة”،‭ ‬فيما‭ ‬أشار‭ ‬مقرر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاص‭ ‬المعني‭ ‬بحقوق‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“الاستغلال‭ ‬متفشٍ،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يعمل‭ ‬الوافدون‭ ‬دون‭ ‬أجر،‭ ‬ويعيشون‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬دون‭ ‬المستوى”‭. ‬وطالبت‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬2014‭ ‬بضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬وإنهاء‭ ‬“نظام‭ ‬العبودية‭ ‬القائم”،‭ ‬ووصف‭ ‬مركز‭ ‬القاهرة‭ ‬لدراسات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2014‭ ‬وضع‭ ‬العمالة‭ ‬المهاجرة‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬بأنه‭ ‬“أشبه‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الرق‭ ‬العصري”،‭ ‬نتيجة‭ ‬العمل‭ ‬القسري‭ ‬والإتجار‭ ‬بالبشر‭.‬

ونشر‭ ‬مارتن‭ ‬صامويل‭ ‬مقالًا‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“ديلي‭ ‬ميل”‭ ‬كشف‭ ‬خلاله‭ ‬عن‭ ‬إحصاء‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للنقابات‭ ‬بالعام‭ ‬2015‭ ‬أكد‭ ‬وفاة‭ ‬1200‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬تتعلق‭ ‬بكأس‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬أعلنته‭ ‬حكومة‭ ‬نيبال‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬1426‭ ‬عاملًا‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للدوحة،‭ ‬فيما‭ ‬طالبت‭ ‬مجلة‭ ‬“ذي‭ ‬أتلانتك”‭ ‬الأميركية‭ ‬“فيفا”‭ ‬بسحب‭ ‬تنظيم‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قطر؛‭ ‬بسبب‭ ‬“العبودية‭ ‬والظلم”‭ ‬الذي‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬مستعرضة‭ ‬تقارير‭ ‬حقوقية‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬آلاف‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬وبنغلاديش‭ ‬ونيبال‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬غير‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬عملوا‭ ‬فيها‭ ‬بمشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والملاعب‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمونديال،‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬“استضافة‭ ‬الدوحة‭ ‬للبطولة‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬دعم‭ ‬لنظام‭ ‬فاسد‭ ‬وديكتاتوري‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬تنظيم‭ ‬المونديال‭ ‬بالفساد‭ ‬والرشاوى،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ينافي‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬فكرة‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم”‭.‬

أوضاع‭ ‬العمالة

وكان‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للفيفا‭ ‬قد‭ ‬طالب‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬2017‭ ‬بتحسين‭ ‬أوضاع‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب،‭ ‬وتشديد‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬ظروف‭ ‬عملهم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬“أن‭ ‬الوفاة‭ ‬والأمراض‭ ‬والمعاملة‭ ‬القاسية‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يقلق‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية”‭. ‬فيما‭ ‬انتقدت‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬تقييد‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬لحق‭ ‬الصحافيين‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬التقارير‭ ‬الإخبارية،‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬‏العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬احتُجز‭ ‬أفراد‭ ‬‏طاقمي‭ ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬الإخبارية‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬“ARD‏”‭ ‬الألمانية‭ ‬للبث‭ ‬ومحطة‭ ‬“BBC”‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬‏وتم‭ ‬استجوابهم‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البلد‭ ‬لأيام‭ ‬عدة،‭ ‬وأوقفت‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬اجتماعًا‭ ‬لاتحاد‭ ‬الصحفيين‭ ‬النيباليين‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2018‭ ‬‏عن‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬واعتقلت‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬ورحلتهما‭ ‬بعد‭ ‬‏استجوابهما،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭.‬

كوارث‭ ‬إنسانية

هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬والانتهاكات‭ ‬بحق‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬دفعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأوروبية،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ألمانيا‭ ‬ومولدوفا‭ ‬والنرويج‭ ‬وهولندا‭ ‬والدانمارك،‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬رسائل‭ ‬ضاغطة‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬2022،‭ ‬بخصوص‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬العمال،‭ ‬إذ‭ ‬ارتدى‭ ‬أبطال‭ ‬العالم‭ ‬2014‭ ‬قمصانًا‭ ‬سوداء‭ ‬تتضمن‭ ‬عبارة‭ ‬“حقوق‭ ‬الإنسان”‭ ‬قبيل‭ ‬مواجهة‭ ‬أيسلندا،‭ ‬ورفعوا‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬أخرى‭ ‬“من‭ ‬أجل‭ ‬الـ30‭.. ‬نحن‭ ‬فريقكم”‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬مواد‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بعد‭ ‬ارتداء‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬النرويجي‭ ‬قمصان‭ ‬كُتب‭ ‬عليها‭ ‬“حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الملعب”،‭ ‬وطباعة‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬الدنماركي‭ ‬عبارة‭ ‬“كرة‭ ‬القدم‭ ‬تدعم‭ ‬التغيير”‭ ‬على‭ ‬قمصانهم،‭ ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬شركة‭ ‬“هندريكس‭ ‬جراتسودن”‭ ‬الهولندية،‭ ‬توريد‭ ‬العشب‭ ‬إلى‭ ‬ملاعب‭ ‬مونديال‭ ‬الدوحة‭ ‬لأسباب‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وقالت‭ ‬صحيفة‭ ‬“ديلي‭ ‬ريكورد”‭ ‬البريطانية‭ ‬إن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشجعي‭ ‬الكرة‭ ‬الدنماركية‭ ‬قدمت‭ ‬التماسًا‭ ‬للبرلمان‭ ‬الدنماركي‭ ‬لمقاطعة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2022؛‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬“حصول‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬استضافة‭ ‬النهائيات‭ ‬بملف‭ ‬مشتبه‭ ‬في‭ ‬فساده،‭ ‬وهي‭ ‬دولة‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬وقامت‭ ‬باستعباد‭ ‬العمال،‭ ‬حيث‭ ‬يحتجز‭ ‬عمال‭ ‬مهاجرون‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وهناك‭ ‬3000‭ ‬عامل‭ ‬فقدوا‭ ‬حياتهم‭ ‬هناك‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭. ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لأن‭ ‬نتجرأ‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بالقيم‭ ‬التي‭ ‬نعتز‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأساسية”‭.‬

إن‭ ‬استضافة‭ ‬قطر‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2022‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الملفات‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬والشبهات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية،‭ ‬وشاهدة‭ ‬على‭ ‬تناقضات‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬ومنصاته‭ ‬الإعلامية‭ ‬بين‭ ‬ادعاءات‭ ‬المثالية،‭ ‬وما‭ ‬كشفته‭ ‬الوقائع‭ ‬من‭ ‬شبهات‭ ‬فساد‭ ‬مالي‭ ‬تطعن‭ ‬في‭ ‬مصداقيته‭ ‬ونزاهته،‭ ‬وانتقادات‭ ‬دولية‭ ‬لسجله‭ ‬الحقوقي‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وإجبار‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية‭ ‬وحرمانها‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقها‭ ‬الإنسانية‭ ‬ووفاة‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭ ‬خارج‭ ‬ديارهم،‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬من‭ ‬تعهدات‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والتقاليد‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬فيما‭ ‬يختص‭ ‬بالسماح‭ ‬بالمحرمات‭ ‬علانية‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الخمور‭ ‬والمشروبات‭ ‬الكحولية‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬وحضور‭ ‬“المثليين”‭ ‬بلا‭ ‬خوف‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬ميكافيلية‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭.‬