العدد 4639
الأحد 27 يونيو 2021
banner
“رسائل التفه”
الأحد 27 يونيو 2021

ورطتنا “السوشال ميديا”، ومعها المنصات الحديثة، والتطبيقات، والهواتف الذكية، والنت وإلخ...، لماذا؟ لأنها فتحت الأبواب على مصراعيها للمتردية والنطيحة وما أكل السبع، والأهم “الرويبضة” لكي تشغلنا وتشغل العامة برسائل “التفه والسذج والفضاوة”، الرسائل التي سمحت لكل “من هب ودب” بأن يكون عالماً وفهيماً ومثقفاً وناصحاً للناس.

الرسائل التي تتصيد بالماء العكر، بكل شاردة وواردة تحدث بالمجتمع، حباً للظهور، ولتكسب المعارف، وخلق الشهرة الزائفة والسريعة، على حساب كرامة الشخوص، ومؤسسات الدولة ومكانة الناس وذويهم.

لذلك، أصبح الجميع “فجأة” إعلاميين، ونشطاء سياسيين واجتماعيين، بل وقضاة على غيرهم، ساسهم الأول الدخول في نوايا الناس والحكم عليهم والتشهير بهم، والسير مع “الموجة” التي يتحدث بها الناس، أيا كانت هذه الموجة.

ينتقدون من الجهل، وينهشون (غيرهم) بأنياب صدئة ومسمومة وملوثة، بلا أي مخزون معرفي، أو ثقافي، أو حتى أدب الكلام، فكانت النتيجة هي ما نشاهده اليوم، فوضى و”تخطي” كل الخطوط والمبادئ والقيم، وانكفاء المثقفين وأصحاب الفكر النير على أنفسهم، وتصدر “التفه” للمشهد، وصدارة القول.

“السوشال ميديا” باتت فاضحة للبعض بإراداتهم، حيث مكنت هذا وذاك من الخروج عبر الشاشات الصغيرة بمظهر “الأرجوازات” والمهرجين الرخص، فهذا الستيني يرقص، وهذا السبعيني يدندن، وهذا الشاب يزج أنفه بكل صغيرة وكبيرة في المجتمع، وفقا لمقولة “مع الخيل يا شقرا”.

ما يحدث ببساطة، يشير إلى القصور الفادح في الأسرة ودور الأبوين التربوي، والذي بات غافلاً عن الأولويات والأساسيات، والمهمات الجسام في تربية الأبناء وفي الشد عليهم إن استلزم الأمر، فأصبح البعض – للأسف - يرى أن حمل ابنه الشهادة هو الساس والأساس في الاستمرار في الحياة والنجاح بها، وهو أمر غير صحيح، متى ما غابت الأخلاق والقيم والمبادئ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية