في استجابة مهمة وإن كانت متأخرة للتحدي الصحي الخطير الذي يواجه البشرية منذ نحو عام ونصف، وفي محاولة لتدارك الأخطاء والثغرات وتجاوز الفشل العالمي في مواجهة جائحة كورونا كوفيد 19، تعمل الدول الصناعية الكبرى السبع على توحيد وتجميع كل قدراتها وإمكاناتها من أجل إنهاء تلك الجائحة، وكذلك وضع ما يمنع تكرارها مستقبلا، حيث أكدت مسودة البيان الذي سيصدر عن رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع خلال قمتهم المنعقدة في خليج كاربيس ببريطانيا التزام مجموعة السبع بتعزيز القوى الدفاعية الجماعية من أجل الوقاية بشكل أفضل من أية أوبئة مستقبلية واكتشافها والاستجابة لها والتعافي منها، والتعهد بتولي دور القيادة في بناء نظام صحي عالمي قادر على المقاومة وشامل وتكاملي معد ومجهز للوقاية من مسببات الأمراض وتفاقمها ولاكتشاف أية تهديدات صحية ناشئة بشكل سريع، مع الإشارة إلى ضرورة إصلاح منظمة الصحة العالمية.
الحقيقة أن هذا البيان فيه من النقاط والاستراتيجيات ما يجب أن يكون دليلا لدولنا العربية والإسلامية للتحرك والعمل في المجال الصحي ومن بينها: تحسين الاستثمار في أنظمتها الصحية الخاصة، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وبناء شبكة عالمية أفضل لمراقبة التهديدات الصحية الوشيكة.
التحرك من قبل الدول الصناعية الكبرى السبع هو تحرك جيد وشامل ويدعو إلى التعاون والعمل معه من أجل إنجاحه، كما أنه يعد مرتكزًا واضحًا لتحرك إقليمي مماثل سواء لتعزيز قدرات دول المنطقة في مواجهة الجائحة أو لتفعيل التعاون والعمل مع الجهود العالمية لكي تؤتي ثمارها حاضرًا بالقضاء على جائحة كورونا، ومستقبلا بالعمل على منع تكرار مثل هذه الأزمة الصحية بتفاصيلها المروعة وما فيها من صفحات سوداء محملة بملايين الضحايا ما بين موتى وجرحى ومليارات الخسائر المادية وجراحات نفسية عميقة تحتاج عقودا من الزمن ليتم تجاوزها.
قد تكون فرصة لمراجعة النظام الصحي العالمي وسد ثغراته وتلافي عيوبه، كما أنها فرصة لمراجعة النظام العالمي بأكلمه وإنهاء تحيزاته وإعلائه مصالح دول على حساب أخرى.