تعود بدايات التعليم المهني الصناعي النظامي في مملكة البحرين إلى العام الدراسي (1936 - 1937م) بإنشاء فصلين بمجالي النجارة والميكانيكا بمدرسة الهداية الخليفية بالمحرق والمدرسة الغربية بالمنامة، وإضافة فصلين آخرين لتعليم البرادة والحدادة، ثم شهد العام الدراسي (1937 - 1938م) إلحاق الفصول الدراسية الصناعية بأول مدرسة صناعية حكومية، وهي مدرسة المنامة الصناعية، وتم توظيف مدرسين سوريين اثنين بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، وأتت هذه الخطوات الرسمية نتيجة وجود طلب على خدمات التعليم الصناعي في المملكة، وفقاً للشيخة مي آل خليفة، وكان عدد الملتحقين بها، 12 طالباً بواقع 6 طلاب للفصل، إضافة إلى 6 طلاب آخرين بمجال النجارة في المحرق، ليبلغ الإجمالي 18 طالباً.
وكانت الدراسة بالمدرسة لسنتين دراسيتين، ودعماً للطلاب للانطلاق في حياتهم العملية، قدمت الحكومة مكافأة مالية قيمتها 15 روبية، تقسم لقسمين، 10 روبيات منها تصرف شهرياً و5 روبيات تجمع وتعطى للطالب بعد إتمام دراسته، وأرى أن ذلك كان حافزاً لضمان إتمام المقرر الدراسي ونشر ثقافة التعليم المهني “اليدوي” الذي لم يلق بعد رواجاً في بداية تنفيذه، كما يذكر المستشار تشارلس بلجريف.
في العام الدراسي (1938 - 1939م) بلغت ميزانية التعليم (106،550) روبية صرف منها (103،079) روبية، خصص جزء منها لشراء آلات ومعدات لمدرسة الصناعة ومكافآت طلابها، كما أكمل طلبة النجارة فترة السنتين للبرنامج وتم توظيفهم بالحكومة في دائرة الأشغال والكهرباء، والتحقت دفعة جديدة بقسم النجارة، وانضم “خريجو الميكانيكا بالحكومة بدائرة صيانة المواصلات والكهرباء”، والتحق بالمدرسة طالبان كويتيان مبتعثان من شركة نفط الكويت، في العام الدراسي (1939 - 1940م). في العام الدراسي التالي سجل على قائمة الانتظار – ولأول مرة - للالتحاق بالمدرسة ما يعكس بداية القبول التدريجي بالتعليم الصناعي في المجتمع، ووجود طلب في البلاد على خريجي التعليم الصناعي المهني، كما تكفل قسم النجارة – ولأول مرة - بصناعة متطلبات الأثاث بالمدارس والمستشفى، والذي أعطى مردوداً مالياً للمدرسة بلغ 4000 روبية.
في بداية الأربعينات، سجل إجمالي عدد الملتحقين في التعليم الصناعي في العام الدراسي (1940 - 1941م) قفزة لامست 94 % ليصل إلى 35 مقارنة بنظيره قبل ثلاثة أعوام، ثم زاد بقرابة 86 % في العام الدراسي التالي (1941 - 1942م)، إلا أن هذا النمو تراجع متأثراً بظروف الحرب العالمية الثانية، التي كانت سائدة آنذاك، فانخفض مجموع الملتحقين إلى 55، ثم إلى 46 ملتحقاً خلال العامين الدراسيين (1943 - 1944م) و(1946 - 1947م) على التوالي. وللموضوع تتمة.