العدد 4602
الجمعة 21 مايو 2021
banner
ثوابت الموقف الخليجي الداعم للقضية الفلسطينية
الجمعة 21 مايو 2021

تنطلق دول مجلس التعاون الخليجي في دعمها القضية الفلسطينية من ثوابت راسخة لا تحيد عنها، حيث تنحاز لحقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما تأتي في مقدمة دول العالم الداعمة للفلسطينيين مادياً وإنمائياً وإنسانياً، وذلك من منطلق التزامها بدعم الأشقاء ونصرة قضاياهم العادلة، وحينما وقعت كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين معاهدة السلام مع إسرائيل أعادت التأكيد على هذه الثوابت، خصوصا فيما يتعلق بحل الدولتين باعتباره الركيزة نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، والطريق لبناء سلام مستدام، لأن الدولتين تريان أن السلام المدخل الحقيقي لإنهاء الصراعات والأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وحينما اندلعت شرارة الصراع بين الطرفين قبل أيام بعد اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى ومحاولات تهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، سارعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى إدانة هذه الأحداث وأكدت على ضرورة تحمل السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، ودعت إلى إنهاء الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة التوتر والاحتقان في القدس الشرقية المحتلة، ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.

في الوقت الذي تتحرك فيه دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء التصعيد الحالي ووقف انتهاك حرمة المسجد الأقصى وبناء موقف دولي ضاغط من أجل استئناف قطار السلام، والبدء في حوار حقيقي حول القضايا الخلافية، فإن أطرافاً أخرى تعمل على تصعيد الصراع، غير عابئة بمعاناة الشعب الفلسطيني، ولا ضحاياه من المدنيين الذين يسقطون على مدار الساعة، لأنها توظف القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في تحقيق مصالحها، من خلال شعارات جوفاء بعيدة عن الواقع لصرف الأنظار عن حقيقة مواقفها وأجنداتها التي تحرض على العنف والكراهية. حينما تنتهي الحرب الحالية وتبدأ حسابات المكسب والخسارة، سيدرك الجميع وقتها أنها لم تؤد إلا إلى المزيد من الخراب والدمار الذي سيدفع ثمنه الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وحتى في حال نجاح الجهود الدولية في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإبرام هدنة جديدة بين الطرفين دون حل القضايا الخلافية بينهما، سيظل هذا الصراع قابلاً للانفجار في أي وقت، لهذا فإن هناك ضرورة لتحرك دولي جاد لإحياء مفاوضات السلام بين الطرفين، من أجل التوصل إلى سلام حقيقي قابل للاستدامة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .