+A
A-

غائباً عن العين حاضراً في الفؤاد

إن للرحيل غصة لا يستشعرها إلا الأحبة، الذين استشعروا دفء واحتضان الفقيد لهم طوال فترة حياته، وهكذا هو الحال مع رحيل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، الذي افتقده محبوه وشعبه، الذين كانوا يستشعرون حبه وعطفه واحتضانه لهم واهتمامه بأمورهم، وبخاصة أهالي محافظة المحرق، الذين يداومون على حبه، ولايشوب حبهم شائبة.

ولاشك أن شهر رمضان، يحمل لنا في طياته ذكريات لرموز الخير الذين قضوا حياتهم في سبيل العمل الخيري وخدمة المجتمع، وإننا اليوم بصدد أبرز رمز للإنسانية والعمل الخيري، فقيدنا الحبيب الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، فها هو فقيدنا قد غطى جسده الطاهر الثرى، ولكن أبناءه وشعبه يصدحون له بالدعاء، وأعماله حاضرة له حتى بعد رحيله، فها هي المنحة السنوية التي عودنا عليها أميرنا الراحل بتوزيع الأرز سنوياً في شهر رمضان المبارك، في خطوه منه رحمه الله لمساعدة الأسر الفقيرة والمتعففة، والتي من خلالها استطاع التخفيف عن الأعباء المادية للشعب البحريني في شهر رمضان المبارك، فكان سموه حريصاً كل الحرص في الوقوف على احتياجات المواطن البحريني وبخاصة في شهر رمضان المبارك، كما أن سموه قد حظي بدعوات مخلصة من شعبه وأبناءه ومحبيه نظير هذه اللفتة الكريمة من سموه رحمه الله.

كما أن سمو الأمير الراحل، كان الداعم الأول والموجه لمؤسسة المبرة الخليفية منذ إنشاءها، وقد تم إطلاق منح دراسية باسم المغفور له تخليداً لذكراه، ووفاءاً له على دعمه.

كما وصدر عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى أمر ملكي بإنشاء وقف خليفة بن سلمان للأعمال الخيرية، في خطوة من جلالته لتخليد ذكراه.

ولنا أيضاً في محطة وقوف إنسانية أخرى للامير الراحل، وهي جائزة الأمير خليفة بن سلمان القرآنية، والتي تشرف على رعايتها رئيسة جمعية النور للبر، رئيسة اللجنة الدائمة للجائزة الشيخة لمياء بنت محمد بن خليفة آل خليفة، من مختلف الأعمار، فيا له من عمل خيري عظيم بإسم سموه الراحل.

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، نسأل الله العلي العظيم أن يجعله من الذين حظوا بالثلاث، فهنيئاً له حبيب شعبه هذه المحبة الصادقة، إنه اليوم غائب عن أعيننا، ولكنه حاضر في قلوبنا، وسيظل كذلك، فاسمه سيرفع في كل دعوة قلبية صادقة، وأعماله الخيرية ستصدح بإسمه، فرحمه الله حبيبنا الراحل، أميرنا الوالد، خليفة قلوبنا، قد أطفأ برحيله شمعة وجوده، ولكن شمعة انسانيته مضيئة مادامت هذه الحياة، وأعاد الله علينا هذه الايام المباركة باليمن والخير والبركات في كنف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أطال الله في عمره.