العدد 4591
الإثنين 10 مايو 2021
banner
إحصاءات كورونا
الإثنين 10 مايو 2021

عندما تظهر دراسة أميركية أن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا كوفيد-19 على مستوى العالم “بما فيه أميركا” ضعف العدد الرسمي البالغ 3,24 ملايين وفاة، فهذا يعني أن التباين والتفاوت الكبير بين ما يعلن من أرقام وإحصاءات وبين ما يحدث على أرض الواقع ليس حكرًا على ما يسمى بدول العالم الثالث، إنما هي مشكلة تعاني منها الدول المتقدمة أيضًا.

صحيح أن هناك فارقا في الثقافة وفي احترام الأرقام والإحصاءات بين الدول، وصحيح أيضًا أن بعض الدول قد تلجا لإخفاء الأرقام التي تسبب إزعاجًا لمواطنيها أو التي قد تضر بسمعتها وتؤثر سلبًا على حركة التعامل معها، إلا أنه ووفقًا لما نشره موقع صوت ألمانيا “دويتشه فيله” على شبكة الإنترنت، فإن باحثين في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن أكدوا أن أكثر من 905 آلاف شخص ماتوا بسبب فيروس كورونا كوفيد-19 في أميركا بزيادة 57 % عن العدد الرسمي.

هذه الحقيقة يقر بها الكثير من المسؤولين في دولنا العربية والإسلامية، حيث يؤكدون بشجاعة أن عدد الإصابات والوفيات قد يكون أكبر عشر مرات من العدد الرسمي المعلن.. إذا علينا ألا نتهم الإحصاءات الرسمية بالتضليل والكذب، وأن ندرك أن هناك عوامل أخرى تفسر هذا الفارق الكبير بين ما قد نراه من أوضاع صعبة وإصابات ووفيات وبين ما تذكره الإحصاءات من أرقام ضعيفة أمام هذا الوضع.

من العوامل التي قد تفسر هذا التباين، أن الجانب الأكبر من إصابات ووفيات كورونا يكون في البيوت إضافة إلى المستشفيات الخاصة وليس في المستشفيات الحكومية، وبذلك تكون بعيدة عن التوثيق والعد الرسمي، ورغم أن وباء كوفيد مستمر منذ أكثر من عام حتى الآن، إلا أن نظرة الناس إلى المريض بفيروس كورونا لا يزال لها طابع مغاير يشعر المريض بالخزي ويؤثر بشدة على نفسيته، ولذلك يتفنن الناس في الهروب وتشخيص المرض بعيدًا عن كورونا، ولا يقوم بتبليغ الجهات الرسمية حتى لا ينتشر الخبر ويتعرض لعزلة مجتمعية صارمة وظالمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .