العدد 4583
الأحد 02 مايو 2021
banner
كورونا والنسخة الهندية
الأحد 02 مايو 2021

وكأن فيروس كورونا في سباق وتنافس مع العلم والطب، ويخوض تحديًا يريد به إثبات تفوقه على ما وصلت إليه البشرية من تطور هائل وما لديها من علماء ظنوا أنهم وصلوا لمرحلة إحكام القبضة على كل شيء من الممكن أن يقع في هذا الكون والقدرة على السيطرة عليه، فإذا بهذا الفيروس يحيرهم ويوقع بينهم الخلافات في الرأي، ويفقدهم القدرة على توصيف ملامح هذا الفيروس، وكيفية التصدي الحاسم له والقضاء عليه وتخليص البشرية كلها من هذا “الكابوس” الذي راح ضحيته الملايين من الأشخاص ما بين مصاب وقتيل.

مؤخرًا تم اكتشاف نسخة هندية من فيروس كورونا يقول المتخصصون إنها تجمع بين النسخة التي ظهرت في كل من بريطانيا وجنوب افريقيا والبرازيل والنسخة الأخرى التي ظهرت في كاليفورنيا في سابقة وظاهرة لم تحدث من قبل على هذا الفيروس بأن يجمع بين طفرتين ليمثل طفرة مزدوجة، وقد تكون هذه الحقيقة عن النسخة الهندية مدخلاً لإثارة مزيد من الهلع والتخويف ونثر الشائعات وبث الرعب مرة أخرى في النفوس بعد أن هدأت قليلا، إلا أن المؤكد حتى الآن حول هذه النسخة الهندية أنها ليست بالضرورة أشد خطورة من غيرها، وأنها ترتبط بالوضع الصعب الذي تعيشه الهند من حيث وجود ثاني أعلى رقم إصابة بالفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية بـ 17 مليون حالة في حين تقترب الوفيات من ربع مليون حالة.

في النهاية، قد يهتم العلماء بالفروقات النوعية والمختبرية والجينية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي ترتبط بفيروس كورونا وتحولاته وطفراته، لكنها لا تعنينا ولا نفهمها، وقد تهتم منظمة الصحة العالمية بالمعلومات “الخطيرة” لتنشر البيانات التي تعبر فيها عن مزيد من القلق وتحذر من كل شيء ما عدا التفاؤل والأمل في القضاء على الفيروس، والنتيجة بالنهاية استمرار حالة التخبط والتناقضات والضبابية التي تعيش فيها البشرية كلها في صراعها مع فيروس كورونا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية