العدد 4591
الإثنين 10 مايو 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ربما البعض لا يفضل ذلك (2)
الإثنين 10 مايو 2021

سرني جدًا التفاعل غير العادي مع موضوع المقال الأخير والذي كان يحمل ذات العنوان الحالي. لقد أثرى عدد من القراء الأفاضل الموضوع بإضافاتهم الجميلة والمميزة والتي هي نتاج الخبرة المتجددة التي يتمتعون بها، والتي اكتسبت من خلال الممارسة الفعلية للعمل الإداري والإطلاع المستمر. السؤال الذي يكاد يشغل بعضنا هو: ما مدى تقبلنا تعيين من نعتقد أنه أذكى منا وفي نفس الوقت يتمتع بخبرة واسعة وإنجازات وله حضور لافت في مجتمع الأعمال مساعدًا لنا؟

في هذه المقالة أحاول سيدي القارئ أن أجمع بعض الآراء التي طرحت حول موضوع السؤال الآنف الذكر بعد أن قمت بتصنيفها بـ 3 فئات، هي:

الفئة الأولى ترى أن وجود مثل هذه الكفاءات المميزة مكسب للمؤسسة وفرصة للتعلم منها، وهي العامل الإيجابي والدافعية التي تساعدنا على الارتقاء بأدائنا، فكما يقول الخبير وارن بافيت “اجمع حولك الأشخاص الذين يساعدونك في تحقيق الأداء الأفضل”. نظرة هذه الفئة إلى وجود مثل هذه الكفاءات نظرة شمولية مبنية على المصلحة العامة وليست الشخصية.

الفئة الثانية: وهي التي يمكن وصفها بالمترددين أو الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، فهي ترحب بتعيين مثل هذه الكفاءات خصوصا إذا جاء قرار التعيين من الإدارة العليا أو من مجلس الإدارة، لكنها وفي ذات الوقت تعمل على تهميشها فتتفادى منحهم الصلاحيات وتحاول تغييب وعدم إظهار إنجازاتهم أو حتى الحديث عن أدائهم. هذه الفئة ترى في هذه الكوادر تهديدا لمركزها المهني وتضع المصلحة الشخصية في المقام الأول.

الفئة الثالثة: هذه الفئة ترفض تعيين مثل هذه الكفاءات المميزة والمبدعة وتحاول أن تجد المبررات لتفادي ذلك، وتصر على تعيين الكوادر الضعيفة التي يسهل التعامل وتحريكها حسب ما تشاء. وهي لا تتفق مع الإعلامية العالمية المعروفة أوبرا وينفري التي تقول “كن مع الأشخاص الذين يرفعونك لأعلى لا على الذين يسحبونك لأسفل”. ربما يمكننا القول سيدي القارئ إن تقبلنا تعيين مثل هذه الكوادر المميزة مساعدين أو نواب لنا يعتمد على مدى ثقتنا بأنفسنا، وبقدراتنا المهنية وعلى مدى قناعتنا أن هذه الكوادر هي أحد العناصر الفاعلة في تحريك عجلة التطور والتقدم لمؤسساتنا. ما رأيك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية