العدد 4584
الإثنين 03 مايو 2021
banner
حديث المجالس بين “البلاد” و”الحواج”
الإثنين 03 مايو 2021

كنت دائمًا أحرص أن يكون تناولي في هذا المقام منحصرًا فقط على قضايا الشأن العام، وكنت أفضّل الابتعاد عن كل ما هو شخصي، أو ذاتي، حتى جاءت تلك اللحظة التي حيّرتني وأنا أحاول الكتابة عن مجلس والدي يوسف بن عبدالوهاب الحواج رحمة الله عليه، حتى جاء الصديق العزيز الوزير الأسبق عبدالنبي الشعلة ليرفع عني الحرج، ويخرجني من حالة التحفظ إلى حالة الانطلاق، وقرّر مع زملائه من النخب الصحفية المعتبرة أن يكون مجلس يوسف بن عبدالوهاب الحواج هذه المرة في استضافة صحيفة البلاد الغراء، وأن تكون العائلة والمتابعون والرواد المبجلون للمجلس هم من سيتحدثون، هم من سيتعاطون مع الفكرة، وهم من سيأتون إلينا عبر تقنية “الأون لاين” من كل مكان في المنطقة، المملكة العربية السعودية والكويت ومملكة البحرين طبعًا.

ولا أخفي عليكم سرًّا أنني كنت في تلك الليلة موغل في السعادة الغامرة، حيث إن اللفيف الذي كنت متشوّقًا إليه قد حضر، وشارك وتحدّث، وفي مقدمتهم الصديق العزيز ورفيق الدروب جميعها رجل الأعمال والأكاديمي السعودي المعروف، الدكتور عبدالله بن صادق دحلان أحد أكبر المساهمين في الجامعة الأهلية، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة في الشقيقة السعودية، تمامًا مثلما كان على منصة التواصل في المنتدى المشترك، رفيق أول ضربة بداية لفكرة الجامعة الأهلية الأكاديمي السعودي المعروف البروفيسور بكر أحمد حسن، وكم كنت حزينًا أننا افتقدنا منذ زمن رفيقنا الثالث وهو رجل الصناعة والأعمال السعودي البارع الراحل الدكتور عبدالله حمد المعجل رحمة الله عليه الذي وافته المنية قبل سنوات في حادث مروري مروّع.

رغم كل شيء كنت سعيدًا بالتجاوب إلكترونيًّا مع الحدث، وشعرت بأن أمتنا مازالت بخير، وأننا رغم الجائحة الكونية المريعة مازلنا نلتقي ولو عن بُعد، ورغم التفشي غير المسبوق في الآونة الأخيرة، إلا أننا تحركنا عبر الفضاء وانطلقنا، تركنا الأرض وما عليها في سفن سحابية أثيرية فائقة التكنولوجيا، تحدثنا وجهًا لوجه، استمع كل منا للآخر، ورحّب كل منا بالآخر، احتضنا أفكارنا، تبادلنا مدارس معلوماتنا، وتفاهمنا حول جميع الملفات.

مجلس “الحواج” - “البلاد” الرمضاني لم يكن كبقية المجالس السابقة، من حيث إنه واجه التحدي الوبائي الكبير، واستفاد من البنية الأساسية التكنولوجية التي وفرتها الدولة لنا، وتمكّن من خلال المهاريين والخبراء الذين يعملون في مضامير التقنية أن يكون ملء السمع والبصر، على مستوى الحدث، وفي قلب منتصف الشهر الفضيل، تمكّنا من أن ندلي بدلونا حول كل شيء تقريبًا، وتمكّن المشاركون معنا، والمسئولون عنا، والمحبون لفكرتنا أن يتعاطوا مع الاستثمار في التعليم وكأنه الخلاص من معضلة الشمول في كل شيء، وكأنه الانطلاق من داخل الصندوق الرهيب المغلق، إلى خارج الصندوق المهيب المفتوح، من ألف باء فكرة، إلى لا نهائية الهدف والمصير.

تحدثنا جميعًا، تحدث الأخوة أعمدة عائلة “الحواج” الكرام، وتحدّث رئيس مجلس إدارة دار البلاد العزيز عبدالنبي الشعلة بكل الحب عنا، وعن التعليم الجامعي التواق، وتحدثت الدكتورة الفاضلة جواهر المضحكي الرئيس التنفيذي لضمان جودة التعليم والتدريب والأخ العزيز الدكتور عبدالغني الشويخ نيابة عن وزير التربية والتعليم رئيس مجلس التعليم العالي د. ماجد بن علي النعيمي، وتحدث مباشرة قبل هذا اللفيف المعتبر وزير العمل وشئون التنمية الاجتماعية جميل حميدان، وتحدّث الرجل الذي أكنُّ له بالفضل الكبير والفهم الراقي لرسالة التعليم العالي وهو الصديق فاروق يوسف خليل المؤيد رئيس مجلس إدارة الجامعة الأهلية الذي أعلن على الهواء مباشرة مساندته الأبدية لمشروع الجامعة الأهلية، ناهيك طبعًا عن الصديق ورفيق الدرب الدكتور عبدالله صادق دحلان الذي أعلن زيادة حصته من أجل التسريع في مشروع حرم الجامعة بمدينة سلمان، جاء هو الآخر بردًا وسلامًا على استمرار الفكرة ليثبت بأن مملكة البحرين التي انطلقت منها أول المدارس في مطلع القرن العشرين وهي “الهدايا الخليفية” قادرة بأن تصبح مركزًا إشعاعيًّا للمنطقة بأسرها، وأن ما تحققه في الماضي البعيد أصبح قابلًا للاستنساخ خلال المستقبل القريب.

شكرًا لصحيفة البلاد وشكرًا لكل من آمن بأننا أكبر من تحدي الجائحة، وأننا أعمق من سطوح المواجهة، وأننا أقدر من يكون بحجم قداسة الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .