العدد 4576
الأحد 25 أبريل 2021
banner
دعوة من القلب
الأحد 25 أبريل 2021

“إنا لفراقك لمحزونون”، بهذه الكلمات تمتلئ مئات البيوت بالأحزان، في كل بقعة وكل مكان، لفراق شقيق أو صديق أو عزيز، السبب جائحة كورونا، وتجنب الاحتراز، والنتيجة واضحة وضوح الشمس عدم أخذ الجائحة على محمل الجد من فئات متعددة في مجتمعاتنا، تأويل الوباء، وتسييس الكارثة الكونية، إبطال مفعول الاهتمام من الدولة المحافظة بأي شكل، محاولة الخروج عن الإجماع الوطني بل والإجماع الإنساني، هي كارثة أخرى، وهو دور مجتمعي مفقود جزئيًا من بعض الفئات غير “المؤمنة” بأن أمة بني البشر في خطر، وأن التعاون بين الجميع يجب أن يعتلي شعار المرحلة، أن يتقدم صفوف لا تبالي، ومجموعات لا تكترث، وفئات معظمها وللأسف الشديد من شبابنا الواعي لا تقيم وزنًا لقنبلة شديدة الانفجار اسمها جائحة فيروس كورونا.

رغم هذه اللوحة السوداء، ورغم ما تضمه من قوائم أكثر سوادًا لـ “بعض” ممن لا يستشعرون الخطر، إلا أن مملكة البحرين من خلال اللجنة التنسيقية التي يترأسها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه لم تألُ جهدًا، ولم تدخر موقفًا إلا واتخذته حفاظًا عل أمن المواطن الصحي، وعلى ثباته في التعاطي المنتظم مع آثار مجتمعية يمكنها أن تهدم كل الجهود الرامية إلى تحجيم الجائحة بأية وسيلة وأي ثمن، وهل هناك أغلى من صحة الإنسان؟

في مملكة البحرين كان التعاطي مع الجائحة مبكرًا واستباقيًا، فوفرت الدولة للمواطن والمقيم الفحوصات بالمجان، بل إنها ذهبت إلى المواطن والمقيم في عقر داره، وفي “كردون” منطقته لتوعيته بأهمية الفحص إذا استشعر الأعراض، وضرورة التباعد والالتزام بالكمامات والمطهرات.

و.. عندما تم اكتشاف اللقاح الناجع الذي تم اعتماده من المنظمات العالمية المعتبرة، كانت مملكة البحرين من أوائل دول العالم التي جاءت بجميع أنواع اللقاحات وجعلت من التطعيم شعارًا للمرحلة ليس للمواطن فقط إنما للمقيم أيضًا، لم تفرق بين هذا أو ذاك، وجعلت التطعيمات جميعها بالمجان، لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.

البروتوكولات التي وضعتها اللجنة التنسيقية كانت ومازالت تواكب مجريات أمور الجائحة، بين “التشديد والتخفيف”، بين “الغلق والفتح” للأسواق ومجريات الحياة اليومية حتى لا تتوقف عجلة الاقتصاد، ثم بين التنبيه والتوعية بإشارات إعلامية واضحة بضرورة الاحتراز رغم التطعيم، والتباعد رغم بصيص الأمل.

رغم هذا وذاك نرى ومن خلال الأرقام المنشورة على “مجتمع واعي” وعن طريق أجهزة الإعلام، ازدياد على طريقة المتوالية الهندسية في أعداد المصابين ليتجاوز في أقل الأيام حاجز الألف إصابة، ناهيك عن أعداد الوفيات ومن هم تحت العناية المركزة، كل ذلك يسبب خروج البعض عن السياق، عن ضرورات لا يمكن لها أن تبيح المحظورات، عن نظام تحت وطأة جائحة لا يجب تغافله أو غض الطرف عنه، المشكلة مازالت تحت السيطرة والأرقام ستكون مرشحة بإذن الله تعالى للتراجع مرة أخرى، حيث الإقبال على التطعيمات، وعدم الانصياع للدعوات التي تشكك في لقاح من هنا أو آخر من هناك، فجميعها خضعت لاختبارات دقيقة وإن الدولة لو لم تكن متأكدة بنجاعة كل لقاح وفاعلية كل خطوة وكل تجربة ما كان لها أن تجيزه أبدًا.

إذًا مزيد من التعاون مع الدولة يا جماعة الخير، مزيد من الاحتراز والالتزام بالتعليمات المرعية، الذهاب فورًا إلى مراكز التطعيم، عدم التردد أو التناحر من أجل الانحياز للقاح “ما” وعدم الانحياز للقاح آخر، الكل مُجاز والكل فعال والكل يقي من جائحة ما أنزل الله بها من سلطان، فلنجعل من أيامنا المباركة شعارًا مجتمعيًا لمواجهة هذا البلاء الذي أبتلينا به، وليكن عيدنا عيدين، أحدهما بالفطر السعيد والآخر بالانتصار على فيروس كورونا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية