العدد 4550
الثلاثاء 30 مارس 2021
banner
الموظف “الفهيم”
الثلاثاء 30 مارس 2021

هناك إشكالية تكمن بعقلية بعض الموظفين الصغار والجدد، والذين يعتقدون أن عجلة العمل لن تسير إلا بهم، وأنهم متى ما غابوا، فإن الدنيا ستقوم ولن تقعد، وأن الشركة ستقف على ساق واحدة بسبب غيابهم، ومن هؤلاء من يناطح باستمرار أصحاب الخبرات والمعرفة ممن سبقوهم الدخول بمضمار العمل، دون أن يراعوا السن أو الخبرة أو المهارة الوظيفية، وهو أمر برأيي يرتبط بالتربية قبل أي شيء آخر.

ومنهم من يرى نفسه الفهيم بالأمور، لمجرد أن المسؤول أو المدير منحه الثقة بأمر ما، أو فتح له الباب على مصراعيه لكي يظهر مواهبه وقدراته، ليأخذها فرصة ليصغر من هم حوله، ويبدأ بتعكير صفو بيئة العمل التي كانت صافية حتى حضوره.

وجود هذه الظاهرة المسمومة ببعض بيئات العمل، هو من يغرقها بالحروب الخفية والمعلنة، والتي لا تحيد عن الجهل ومحاولة فرض “الشو” وسحب البساط من الآخرين، والأهم التنفع بالصعود على ظهورهم، وإن كانوا لا يفقهون من أمور الحياة شيئا.

من الضرورة أن تشمل الدورات التدريبية الحكومية وفي القطاع الخاص للموظفين، دورات تعنى بأخلاقيات بيئة العمل نفسها، حيث تدمر الأمراض النفسية في بيئات العمل الجهود الأخرى، وتعود بها إلى نقطة الصفر وما دونها، ومن الضرورة أيضا أن لا يسمح المسؤولون بحدوث هذه التماديات من بعض الموظفين، وأن تكون لديهم رؤية ثاقبة في تمييز معادن من يعملون تحت إمرتهم، وتمييز الصالح منهم عن المنافق والمتزلف والمتربص للفرص، والذي يلتقط ثمرات غيره غالبا، دون جهد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية