فتح العهد الإصلاحي الكبير لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، آفاقًا رحبة لتميز مملكة البحرين على كافة الأصعدة، لنأخذ على سبيل المثال، ما عُرف عن البحرين في كل مراحل التاريخ.. أي منذ القدم، بكونها موطن السلام والتعايش وتلاقي الحضارات، ولنأخذ أيضًا كمثال عالمي بارز، صدور الأمر الملكي في العام 2018 مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، تتويجًا لهذا التاريخ والحاضر الحافل، مكلّلًا بمجموعة من المبادرات والإنجازات التي حملت اسم مملكة البحرين، ومنها مبادرة يوم الضمير العالمي لفقيد الوطن الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه.

هي واحدة المبادرات العالمية الكبرى التي تفخر بها مملكة البحرين قيادةً وشعبًا، ولابد هنا من الإشارة إلى أن مسوّدة المشروع تقدمت به مملكة البحرين واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 31 يوليو 2019 وفق القرار 73/329، والذي بموجبه تم اعتماد يوم 5 أبريل يومًا دوليًّا للضمير، باعتباره وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والاندماج والتضامن والتفاهم من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام، في مبادرة بحرينية دولية غير مسبوقة تبناها الراحل الكبير، رحمه الله، كما وصفها الخبراء والمتخصصون ووسائل الإعلام في مناسبات وتصريحات ولقاءات إعلامية عديدة.

إن الاحتفال باليوم الدولي للضمير يسهم في استرعاء الانتباه إلى أهمية هذا اليوم بوصفه وسيلة فعالة لدعم عمل منظمة (اليونسكو) في مجال نشر ثقافة السلام ونبذ العنف ومساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ القرار بشأن اليوم الدولي للضمير، كما أنه سيساعد في حفز الحوار بين الثقافات بشأن ثقافة السلام بمحبة وضمير، وتعزيز تبادل الأفكار ووجهات النظر بين مختلف المجموعات العديدة العاملة في هذا المجال.

لهذه المبادرة أبعاد جوهرية حين تحتفل اليونيسكو في مقرها بهذا اليوم كل عام، لعدة أسباب أولها أنه يرتبط بالعقد الدولي للتقارب بين الثقافات والحضارات (2013 ـ 2020)، وثانيهما أنه يسهم في تحقيق الغرض المنصوص عليه في الفقرة 5 من قرار الجمعية العامة رقم 73/329، والتي طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بأن يطلع جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات التجارية والأكاديمية ومنظمات المجتمع الدولي على هذا القرار من أجل الاحتفال باليوم الدولي للضمير على النحو المناسب.

إن أنشطة الاحتفال باليوم الدولي للضمير في مقر اليونسكو في باريس، والمكاتب الميدانية والإقليمية لليونسكو، وبمشاركة كافة الدول الأعضاء والشركاء، سوف تتضمّن كل عام العديد من الأنشطة، ومن بينها حلقات نقاشية وندوات ومعارض وحملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنشطة تشارك فيها مختلف الأجيال، لأن هذه المبادرة البحرينية الفريدة تهدف لإرساء مفاهيم جديدة تكرس السلام والأمن العالمي، ونفخر كلنا كبحرينيين، في أن يحتفل العالم في الخامس من أبريل من كل عام، بمبادرة ارتبطت باسم “مملكة البحرين” الحاضرة على خارطة العالم بتميز.