العدد 4540
السبت 20 مارس 2021
banner
أهل البحرين.. على “قلب واحد”
السبت 20 مارس 2021

أيًا ما كانت الجهة أو الطرف أو الجهاز الإعلامي أو “المحرك” خفيًا كان أم ظاهرًا، من قبيل أولئك الذين يعتقدون أو يسعون للتأثير على أي خطوة نحو الإمام في شتى مجالات الحياة اليومية: سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وتنمويًا وغيرها في مملكة البحرين، فإن النتيجة “المثلى”، وأقول المثلى لأنها هي كذلك حقًا، سيصطدمون بأن البحرين “ملكًا وقيادةً وشعبًا”، يجتمعون على قلب وكلمة وموقف رجل واحد في رفض أي مساس بوطنهم.

وفي الحقيقة، خطرت لي هذه الخاطرة، وأساسها مسارين: المسار الأول هي الجهود التي تبذلها الدولة من أجل أن تحافظ على معدلات ومؤشرات متقدمة في إنجاز المشروعات وتحسين مستوى معيشة المواطن، والبحث عن الحلول والمبادرات التي تصون المكتسبات التي تحققت من جهة، والمسار الثاني هو وجود أصوات تنفخ في “نار الإعلام” في قنوات وفضائيات سواء كانت الجزيرة أو غيرها من فضائيات ومواقع إلكترونية وإعلامية ومنصات، تحاول بشتى الطرق، وهي واهمة، وضع العراقيل وتشتيت الجهود، والأخطر، محاولة تأليب المجتمع وإثارة حالة من الشقاق والتشكيك والإساءة، وفي كل الأحوال، هي محاولات فاشلة كما أشرنا، فأن بلادنا “بيت الأسرة البحرينية الذي يجمع الجميع” تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وتلك الجهود من جانب السلطة التنفيذية بقيادة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله ورعاهما ليصدر سؤال :”أيها أجدى.. أن نرى الدولة تعمل وتسعى وتخطط لحاضر ومستقبل هذا الوطن وشعبه؟ أم أصوات الإساءة التي تأتي من عدة جهات، من الداخل أو الخارج، فقط لكي تحقق بضع أجندات أصبحت مكشوفة للجميع.

وحينما أعود وأستذكر واستحضر مواقف فقيد الوطن الراحل الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، في أحاديثي ومؤلفاتي ومقالاتي، فإنني أدين بالفضل لهذا الرمز الذي سطر لنا سجلًا خالدًا من الدروس، فكان رحمه الله حين يتحدث عن صيانة الجبهة الداخلية والسلم الاجتماعي، يدرك أن الحفاظ على النسيج الوطني والوحدة الوطنية في عالمنا اليوم هو مطلب وغاية لدى الكثير من الأوطان، وفي مجالسه رحمه الله كتب رسالة خالدة هي اليوم حاضرة حينما نتحدث في موضوع كهذا.. أي موضوع “الوطن على قلب واحد”، ومن حضر تلك المجالس واللقاءات يستذكر تشديده رحمه الله على التصدي لكل فعل مرفوض يضرب سلامة وأمن المجتمع باستخدام وسائل التواصل أو الإعلام الإلكتروني لأهداف لا خير فيها.

مملكة البحرين، ولنكن واقعيين، محدودة من ناحية الجغرافيا والموارد والإمكانيات، لكنها تمتلك روح التطلع والإنجاز، والأهم من ذلك، وهي من الأمور التي رسخها المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل المفدى، لديها ذلك التنوع العظيم تاريخيًا، ولهذا، لابد من أن ندرك أن التطورات والتحديات تتطلب صيانة الوحدة الوطنية ودعمها والحذر من بعض الممارسات التي تستهدف التأثير على مرتكزات التعددية والتكامل بالمجتمع البحريني.

هذا الخاطرة تأتي في أجواء ذكرى عميقة المعاني، نشيد فيها بجهود معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الموقر، الذي أسس مبادرة يوم الشراكة المجتمعية 18 مارس من كل عام، وثمارها في صيانة الوطن وأهله والحفاظ على أمنة وأمانه ماضية ويانعة، وهي خاطرة تبدو في مجملها “أمنيات”، وليكن، فنحن نرى صفحات جديدة تتراى أمامنا مع كل المصاعب، وليس أقوى منعةً لنا من أن يبقى النسيج الوطني والتعايش السلمي هو السلاح في وجه أسلحة بث الكراهية والصدام بين أبناء المجتمع، الذين سيبقون على قلب واحد، وبهذا، سيواصلون طريق نهضتهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .