العدد 4533
السبت 13 مارس 2021
banner
أمام “البرلمان الأوروبي” وقناة “الجزيرة”.. شعب البحرين مع قيادته وسيادته
السبت 13 مارس 2021

تراءت لي العديد من المواقف والمقولات التي عايشتها وسمعتها شخصيّا كما عاشها الكثيرون غيري نستذكرها مما يحق لنا أن نسميها دروسًا عميقة من فقيد الوطن الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، فيما يتعلق بغرس مبدأ الدفاع عن بلادنا “مملكة البحرين”، والالتفاف حول قيادتنا حفظها الله ورعاها، فكان رحمه الله يشدد على عدم قبول أي إساءة للوطن من أي طرف كان، وفي الوقت ذاته، العمل على يكون منصبًّا على التطوير والتنمية في مختلف الميادين.. تراءت لي هذه الدروس ونحن نتابع ما يصدره البرلمان الأوروبي من بيانات تستهدف بلادنا، وما تنشره قناة “الجزيرة” بهدف تحقيق أمر لا نقبله وهو “الإساءة إلى البحرين”.

إن النتيجة الثابتة والواضحة، والموقف المبدئي الراسخ، هو أن شعب البحرين يقف مع وطنه وقيادته واستقلاله وسيادته، وإذا كان هناك ملفات أو قضايا تستدعي البحث والحلول، فالبحرين بمؤسساتها وأنظمتها لها القدرة على التعاطي مع كل قضاياها دون أن يأتي من يضع الوصاية والتوجيه، وأود أن أستند على ما قاله وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في ندوة نظمتها صحيفة “البلاد” في شهر ديسمبر 2020، فمن ناحية، تحظى العلاقات بين البحرين والاتحاد الأوروبي باهتمام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والبحرين عززت تعاونها مع الاتحاد من أجل دفع المسيرة لتحقيق مؤشرات متقدمة في مجالات التنمية، فالاتحاد شريك اقتصادي للبحرين، ولدينا روابط في التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي.

إن مملكة البحرين مؤمنة، على صعيد حقوق الإنسان، بأهمية النقاش مع الاتحاد الأوروبي في الجوانب المشتركة، ولهذا نرى حرص البحرين على تطوير ممارسات حقوق الإنسان وآلياتها التي شهدت تطورًا في العقدين الماضيين، والجانب المهم الذي أشار إليه الشيخ عبدالله يتعلق بالبيانات التي تصدر ضد مملكة البحرين التي لا تحتاج لمن يعطينا الدروس ويعلمها ما هو مهم وما يجب على البحرين فعله وفي ظروف مختلفة، فالتعاون مع الاتحاد وبرلمانه مهم، لكن الإساءة إلى البحرين مرفوضة.. موقف واضح ونقطة على السطر.

نحن كبلاد صغيرة على جغرافيا العالم، استطاعت أن تضع لها مكانة كبيرة على الخارطة السياسية العالمية منذ عقود مضت، وهذه الجهود التي تحققت في العهد الإصلاحي الزاهر لجلالة الملك، والدور الكبير الذي لعبه فقيد الوطن سمو الأمير خليفة بن سلمان، ومرئيات التطوير والتحديث الطموحة التي يقودها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تعتبر من المكتسبات الوطنية التي يلزمنا أن نحافظ عليها، ولو تحدثنا ممارسات “قناة الجزيرة”، فلا شك أنها تندرج تحت “عنوان الإساءة” المستمرة، وحين نشارك كمواطنين في التوقيع على بيان يرفض تلك الإساءات، فهذا من منطلق واجبنا الوطني، ومن أسس ذلك الواجب هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي متماسكًا وقويًّا، وفي الظروف الصعبة، فإن صمام الأمان هو أن نعمل جميعًا على صد أي إساءة من أي طرف، أما بالنسبة لقضايانا الداخلية، فالقيادة حفظها الله فتحت الأبواب وقدمت الدعم ولا تزال، ولأننا دولة مؤسسات، نقول أن شؤوننا الداخلية هي أمر يدخل تحت عنوان “سيادة القرار الوطني واستقلاله”، وسنبقى دائمًا رافضين لأي تدخلات أو وصايا “سافرة” تستهدف النيل من بلادنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .