لطالما تفاخر البعض بالديمقراطية الغربية، وسوقوا لها وملأوا الدنيا استهزاء بالدول العربية، بأنها دول غير متحضرة وغير ديمقراطية، بل وصل الأمر ببعض هؤلاء بتحريض الدول الغربية والعنصريين الفرس والعثمانيين بالتدخل المباشر، بدعم الانقلابات لفرض “ديمقراطيتهم” على كل الدول العربية، حتى يبسطوا نموذج الديمقراطية العربية كديمقراطية المالكي والإخوان على كل الدول العربية.
واستكبر هؤلاء وغرقوا في نشوة الغرور حتى ابتلى الله شعبنا العربي بمأساة لم يكن يتوقعها أبدا، ألا وهي نتائج ديمقراطية مؤامرة الربيع العربي، التي نسفت كل شيء في وطننا العربي وتعايشه وتسامحه وكل ما تم إنجازه، ونسفت أيضا عقلية الإنسان وأهلكت الحرث والنسل ودمرت كل شيء تقريبا.
لقد كانت الديمقراطية قنبلة موقوتة لم يكتشفها العرب إلا متأخرا، فهذه الديمقراطية اعتمدت على الولاء للصفويين والعثمانيين والغرب وبيع الأوطان العربية وخيراتها لهم، ناهيك عن المحاصصة الدينية وقتل الهوية العربية والتمجيد للهوية الفارسية والعثمانية، بينما الديمقراطية هي ديمقراطية الولاء للوطن وإذابة المذهبية والطائفية، والتجرد من أي انتماء خارجي وديني وعرقي، ولا تعني أبدا تقسيم البلاد إلى كعكة تأكلها طوائف دينية وأحزاب عميلة تحت حجة عدم استفراد حزب أو طائفة بالحكم.
لقد كانت هذه الأحزاب والطوائف هي من طلبت النجدة من الفرس والعثمانيين لدعمهم من أجل تحقيق ديمقراطية دمرت الأمة العربية، ونسأل الله أن يعم السلام وطننا العربي وأهله، فما يهمنا هو وحدة الوطن العربي وشعبه لا الديمقراطية والحزبية والطائفية الدينية.