ما هي اقتصاديات الإدخار طويل الأجل للأفراد، وما أهميته بالنسبة لبناء القدرات والملاءة المالية للأسرة، وما هي أنسب الوسائل والمنتجات للادخار طويل الأجل وبناء الأصول في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هي بعض الموضوعات التي ستتم مناقشتها في المؤتمر العربي للإدخار طويل المدى 2021، الحدث المعني بمالية وإقتصاد الأسرة الذي تنظمه شركة فينتك روبوز، الشركة البحرينية لتطبيقات الادخار والتقاعد.

تشير العديد من الدراسات المتتالية الصادرة عن مجموعات استشارية مرموقة بالإجماع تقريبًا إلى حقيقة أن ما لا يقل عن ثلث الأشخاص في الدول العربية لا يدخرون أية أموال؛ وإن ثلثي الأشخاص لا يدخرون ما يكفي أو لا يدخرون بشكل منتظم، وأن ما يقرب من 80٪ من الناس لا يشعرون بالثقة بشأن ترتيباتهم المالية للمستقبل، حسبما ذكره السيد إبراهيم خليل إبراهيم، الرئيس التنفيذي لشركة فينتك روبوز، منظمي المؤتمر.
ويشرح السيد إبراهيم قائلا إن هناك علاقة مباشرة بين نسبة مدخرات العوائل والاقتصاد الوطني السليم، وبين نسبة مدخرات العوائل والضمان الاجتماعي للمجتمع مستقبلا، مشيرا إلى أنه إذا كان الإدخار مفتاحًا لاقتصاد متين، فيجب أن يكون الإدخار الأسري عاليا ومستداما بشكل معقول، إذا أريد لأي منطقة في العالم أن تحقق إمكاناتها لدخل حقيقي أعلى ومستوى معيشة أفضل.
وأوضح أن الغرض الرئيسي من تنظيم هذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه في المنطقة، هو خلق نقاش ثري ومنصة لتبادل المعلومات والأفكار حول أهمية الإدخار طويل المدى في تعزيز المرونة المالية للأسر ليس فقط لتلبية إحتياجات العائلة خلال دورة حياتها الإعتيادية، وإنما أيضا أمام التحديات والتغيرات التي تطرأ في المستقبل. كما أنه أيضًا من أجل زيادة الوعي حول الحاجة إلى الادخار، وزيادة المعرفة بمنتجات الإدخار التي تقدمها المؤسسات المالية المختلفة، وكذلك الحلول المبتكرة في هذا المجال والتي طرحت في الأسواق العالمية، لاسيما الحلول الرقمية.
وأشار السيد إبراهيم "ببساطة، نحن نسعى إلى بناء وعي أفضل لدى الجمهور وجميع الأطراف المعنية في المجتمع، ووضع موضوع الإدخار وبناء الملائة المالية للأسر ضمن الأولويات وعلى جدول الأعمال لجميع المعنيين، سواء كانوا عوائل محلية أومؤسسات مالية أوصانعي السياسات الإقتصادية في دول المنطقة".

وسوف يشارك في هذا المؤتمر متحدثون رفيعو المستوى من البنوك الإقليمية الرائدة وشركات التأمين ومديري الثروات ومدراء الأصول وشركات التقنية المالية (فينتك) والمؤسسات الاقتصادية ومحللي السياسات، وسوف يكون هناك بث مباشر لهذا المؤتمر الرقمي من مملكة البحرين يومي 25 و 26 مايو 2021.
وسوف يركز المؤتمر أيضًا على تقديم تقييم شامل لسوق منتجات الادخار طويل الأجل، وخصائص منتجات الإدخار المثالية، ومقارنة بين حلول المؤسسات المالية الإعتيادية، مقابل الحلول التي تقدمها الموجة الجديدة من المنافسين الرقميين. كما يشمل الحدث أيضا إستعراض تجارب وممارسات أكثر بلدان العالم إدخارا، لاسيما في كيفية الإدخار وأكثر وسائل الإدخار إستخداما، من أجل إثراء الخبرات المقدمة خلال هذا المؤتمر.
الحلول الرقمية بدأت بالفعل بتغيير سلوك الناس تجاه إدارة أموالهم وجعلهم يتحكمون فيها بطرق اكثر سهولة وراحة، وكذلك في قدرتهم على مراقبة صرف أو إدخار أموالهم بشكل فوري. لكن السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه هو: ما هي الفروقات الجوهرية بين هذه المنتجات الرقمية عمومًا  ومنتجات البنوك الحالية وشركات التأمين والمؤسسات الكبرى من حيث السلامة والاستدامة؟ وكم من الوقت سيستغرق الناس في منطقتنا لإحداث نقلة نوعية من حيث تبني المنتجات الرقمية المنافسة؟
وفي هذا الصدد، قال السيد إبراهيم: "جنبًا إلى جنب مع المؤتمر العربي السنوي للتقاعد، نأمل أن يعزز المؤتمر العربي للإدخار طويل المدى، الذي تنظمه شركة فينتك روبوز، نقاشًا حيويًا ومنتدى متناميا حول الوعي والتخطيط المالي للأفراد والأسرة، وكذلك للإدخار التقاعدي في منطقتنا العربية".