العدد 4501
الثلاثاء 09 فبراير 2021
banner
ولو “حفروا الأسفلت بأنوفهم”
الثلاثاء 09 فبراير 2021

المحاولات الدنيئة لإعادة الأمور الأمنية للمربع الأول، عبر الترويع بزرع الأجسام الغريبة في الأماكن العامة، واستهداف أجهزة الصراف الآلي لابتزاز الدولة، وإدماء اقتصادها الوطني، لن تؤتي نفعاً، ولو حفر خونة الأوطان الأسفلت بأنوفهم.

هذه السلوكيات المريضة التي تعكس الانفصام بالشخصية، تؤكد أن الخلل ليس في إيران كجمهورية للدم والتحريض وتسميم الأدمغة فحسب، بل في النفوس الملوثة التي تنكر خيرات بلدها، وتجحدها، وتتنصل منها، وتسعى لبيع السيادة والوجود في أرخص سوق للنخاسة.

الطوابير الخامسة هي الوباء الحقيقي الذي تعاني منه أوطان العرب، منذ وصول الملالي لسدة الحكم في إيران عام 1979، وما واكب ثورة البلاء هذه من انتكاسات كبرى في السلم والأمن العالميين، وترسيخ الملالي أعرافا جديدة في الإرهاب الدولي، كتفجير السفارات وقتل الدبلوماسيين وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية التي أحرقت بلهيبها الأخضر واليابس في أقطار عربية عدة، وأبادت بشراً بناء على المذهب والهوية والاسم.

هذه الطوابير العميلة التي لا يعجبها أي شيء تحققه الدولة وإن كان في أعلى المراتب وأفضلها، لا تريد الإعمار الحقيقي للوطن كما تدعي من مظلومية جوفاء، ولا بناء لحياة المواطن، وإزالة العثرات عن طريقه، إنما الإقصاء ولا غيره، إقصاء يكنس الآخرين كنساً، ويمسحهم من على ظهر الخريطة، ويحاول أن يبني على جثثهم وأشلائهم هوية أحادية، راديكالية، لا ترى الخير إلا بها، تماماً كما هو الحال في الضاحية الجنوبية، وصنعاء، وتتعدد الأسماء والمآسي.

البحرين وبالرغم من صغر مساحتها، عتية وصعبة على عملاء الداخل ومتربصي الخارج، ولطالما قدمت أرض اللؤلؤ الجميلة، دروساً مستفادة للدول الكبرى والطامعة، في الإرادة الحقة وفي الوفاء للأرض والقيادة والعلم الوطني.

كان ذلك هو الحال دائماً، وسيظل بإذن الله وتوفيقه، بقيادة ملك عظيم، وشعب كريم، ورجال أمن بواسل، يشار إليهم البنان بالشجاعة والمروءة والنبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .