+A
A-

إعصار تخلف عن سداد ديون يجتاح شركات صينية

مع اتساع نطاق تعثر عدد كبير من الشركات الصينية عن سداد ديونها، لجأت السلطات المالية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم نحو تعليق عمل واحدة من أكبر وكالات التصنيف الائتماني لديها وهي وكالة "غولدن ريتينغ" وتجميد رخصتها، إذ حملت فئة كبيرة من الشركات التي تعثرت عن السداد تصنيفات مرتفعة لا تشير إلى احتمالية تعثرها.

منذ مطلع الشهر الماضي، تخلفت سلسلة من الشركات الصينية المملوكة للحكومة والقطاع الخاص عن سداد سندات مستحقة عليها، كان آخرها شركة Shandong Ruyi، أكبر مصنع للمنسوجات في البلاد، والتي تخلفت يوم الاثنين الماضي وللمرة الثانية في غضون أيام عن سداد سندات مستحقة عليها، بحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز".

ولدى الصين ثاني أكبر سوق للدين في العالم في وقت تبلغ فيه إصدارات ديون الشركات الصينية نحو 4 تريليونات دولار، ولكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت حالة من التوتر في أعقاب إعلان الشركات عن تعثرها دون أدنى تدخل يذكر من الحكومة الصينية لإنقاذ الشركات التابعة لها.

وقال مسؤول سابق في وكالة للتصنيف الائتماني في الصين، إن غالبية الاستثمار الخاص لا يأخذ التصنيفات الائتمانية للوكالات المحلية على محمل الجد مع فشلها في تقييم المخاطر وإعطاء تصنيفات ائتمانية لا تعكس بالحقيقة الجدارة المالية للشركات.

وتابع المسؤول "وكالات التصنيف الائتماني تقوم بالمبالغة في التصنيف لجذب المزيد من العملاء ويتم الضغط عليهم بشكل أو بآخر لإعطاء تصنيفات مرتفعة للشركات المرتبطة بالحكومة. قرار إيقاف وكالة تصنيف غولدن ريتينغ على الأرجح قرار سياسي".

وشهد العام الحالي إقبالا منقطع النظير من المستثمرين الأجانب نحو أدوات الدين الصينية مع العوائد الجذابة التي تقدمها مقارنة مع الأسواق الأخرى في بيئة منخفضة لأسعار الفائدة، ولكن انكشافهم على ديون الشركات المرتبطة بالحكومة يبقى محدودا، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

ديون الشركات الصينية

ويأتي توقيف شركة التصنيف الائتماني عن العمل بعد أقل من يوم واحد من توقيف الرئيس التنفيذي السابق للوكالة بتهمة الحصول على رشوة مقابل تسهيل إعطاء تصنيفات مرتفعة لعدد من الشركات المصدرة للديون بالسوق الصيني لم تفصح السلطات عن أسمائها.

وتحقق السلطات الصينية أيضا في أعمال وكالة Chengxin للتصنيف الائتماني بعد تعثر شركة التعدين الصينية Yongcheng Coal and Electricity التابعة للحكومة عن سداد ديونها في مطلع نوفمبر الماضي في وقت كانت الشركة تتمتع فيه بأحد أقوى التصنيفات الائتمانية الممنوحة من قبل الوكالة.