لأول مرة يعلن البيت الأبيض الأميركي أنه يعترف بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء الغربية، ويقول بوضوح إن الحل الوحيد هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، واعتبر البيان الأميركي الصادر في هذا الشأن أن هذا هو الأساس الوحيد والموثوق والواقعي للنزاع على أراضي الصحراء، وقال حرفيا إن الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خياراً واقعياً لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن.

وتأكيدا على ذلك اتخذت الولايات المتحدة خطوة عملية أخرى وهي اتخاذ قرار بفتح قنصلية أميركية في منطقة الصحراء.

صحيح أن مشكلة الصحراء المغربية محسومة منذ وقت طويل لصالح المغرب، وأن الموقف المغربي له أساسه القانوني والتاريخي في هذه القضية، لكن عندما تتبنى الولايات المتحدة الرؤية المغربية لحل هذه المشكلة يختلف الأمر على أرض الواقع ويضطر الكثيرون ممن لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه القضية لمراجعة مواقفهم.

الكل بلا شك يأخذ في الاعتبار موقف الولايات المتحدة من أية قضية وليس فقط قضية الصحراء المغربية، لأن الولايات المتحدة قوة كبيرة ولها تأثيرها الذي لا سبيل لإنكاره على كل قضايا العالم، رضينا أم لا، وكما قال سقراط... القوي يعرف الحق.

ومما لا شك فيه أن هذا الموقف الأميركي المهم والذي سيؤثر بلا شك على الجولات القادمة من التفاوض حول هذه الأزمة كان نتيجة حسن إدارة المغرب لهذه القضية منذ سنوات طويلة وتمسكها الراسخ بحقوقها التاريخية وموقفها العادل في هذه القضية، فالموقف المغربي والإدارة الدبلوماسية الهادئة والمتمسكة بالحق المغربي كان لها تأثيرها الأكيد في نجاح الجهود المغربية في التأثير على مواقف الدولة حتى تحققت هذه النتيجة المهمة وهي الاعتراف الأميركي الواضح بصحة وقانونية الموقف المغربي في قضية الصحراء.