+A
A-

فرقة بحرينية أحيت عيد الجلوس الأول للشيخ زايد

كان جو اللقاء التراثي التاريخي جميلًا، لاسيما مع بعض المفردات التي ربما فهم المشاهدون معناها لأول مرة. فحين يسأل أحدهم آخر “شفيك مجكجك.. أو العمال مجكجين” وهي “طلسم بالنسبة للكثيرين”، لكنها تعني أن الرجل يصدر بلسانه نغمة “جك”.. حين لا يريد العمل، وحين يضرب عمال السفينة عن العمل يقال عنهم “مجكجين”، أما تنوع مفردات القرقيعان والقرنقعوه والقرنقوشه وحق الليلة فلكل منها أصل.


ودارت هذه المفردات وغيرها الكثير من أجواء الماضي الجميل، حينما نظمت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة ندوة افتراضية بعنوان “دولة الإمارات العربية المتحدة مملكة البحرين.. قصة يسردها التاريخ”، بمشاركة مستشار البحوث في الأرشيف الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة عائشة بلخير، والمستشار والباحث في مجال التراث والموسيقى محمد جمال، وأدارتها نوف المبارك، لكن دعونا لا نبتعد كثيرًا عن “القرقعة”، فالباحثة بلخير تشير إلى أن كلمة “قرنقشوه” تعني الهدية أو العطية وهي مأخوذة من اللهجة العمانية “قرقش مخباك”، وكذلك لأن النقود المعدنية “تقرقش في الجيب”، أما جمال فرأى أن قرقيعان وقرنقعوه وقرقاعون هي تعني الإزعاج أي من “القرقعة”، ولأنها مناسبة تأتي مصحوبة بالرقص والغناء والأهازيج والطبول فهي “إزعاج لكنه إزعاج جميل”، أما حق الليلة، فالأصل فيها أن واجب الآباء أن يمنحوا للأبناء “حقهم هذه الليلة الاحتفالية”.


أول فرقة
وتطرق جمال إلى ما يمثله “البحر” من ماض عريق ترك لنا إرثًا لا يحصى من القصص والمعاني والمعاناة، ومنها علاقة البحرين بالإمارات، ويذكر أنه حينما كان قائد فرقة موسيقية، وهي الفرقة الأولى التي احتلفت بعيد جلوس المغفور به بإذن الله سمو الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله)، وفي السبعينات أيضًا، يتذكر أنه سكن في فندق قريب من الكورنيش وهو الفندق الوحيد في أبوظبي آنذاك، ولم يكتمل بناؤه بعد، واستضافته وزارة الإعلام الإماراتية لمدة شهر لتسجيل الأغاني مع المرحوم جاسم جابر.


ويضيف جمال “ثم أصبحت أزور أبوظبي كل عامين، وأرى الفرق الكبير في التطور العمراني، وأتذكر أنني قرأت في إحدى الصحف الأجنبية عبارة للشيخ زايد رحمه الله.. لا أريد أن أحول وطني إلى غابة من الاسمنت المسلح، فعرفت بعد ذلك أنه ركز على بناء الإنسان الإماراتي”، ويصف جمال التطوير المذهل لدولة الإمارات اليوم وربطها بمقولة:”من لا ماضي له.. فلا حاضر له”.


قلب الخليج
ووصفت الباحثة عائشة بلخير مملكة البحرين بأنها قلب الخليج العربي النابض، وهي قبلة العلوم والثقافة، واستذكرت أن البحرين فتحت بوابة الغناء والطرب للمطربة المرحومة موزة سعيد وكان اسمها آنذاك “رجاء عبدو”، وجاءت إلى البحرين وبدأت انطلاقتها في حياتها الفنية. وتشير إلى أن الفنون الشعبية كالليوه والطنبورة، نقلها البحر عبر بحارته وسفنه، من البحرين أو باقي دول الخليج، وأصبحت الأغاني تنتقل عبر السواحل أو ابتكر البحارة شيئًا جديدة وأدخلوه كالمفردات السواحلية، وكذلك اللباس كـ “الجريمبة” أو “الماشوه”، وكلمات كثيرة تأثرت بالبحر، ودخلت في الأغاني ومنها المناطق كـ “سواكن” والـ “مخا”، وكان البحارة يوثقون تجاربهم والمناطق التي مروا بها، فيما اتفق كل من جمال وبلخير على ضرورة الاهتمام بالدراسات الإنسانية والتراثية تمامًا كالاهتمام بالعلوم الأخرى.