العدد 4428
السبت 28 نوفمبر 2020
banner
الراحل الكبير أبا علي... مداد الحب لبناء وطن شامخ
السبت 28 نوفمبر 2020

القامات الخالدة من القادة النجباء يتركون بعد رحيلهم عنا سجلًا خالدًا هو الآخر لا يغادر ذاكرة المكان والزمان بحياة حافلة بالعطاء، وهكذا هو فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، ينهمر مداد الحب لقائد ختم حياته وهو يبني وطنًا شامخًا قويًّا رائدًا.


 تلك أصدق وأسمى معاني الحب.. تلك الدعوات الخالصة هي المداد العظيم للذكر الطيب في الدنيا وخير الزاد في الآخرة.. تلك العيون التي ذرفت دمعها والقلوب التي غلفها الحزن والأسى والألسن التي لهجت بالدعاء للراحل الكبير “أبا علي” رحمه الله.. هي السجل الذي لا يطوي صفحة رحيل فقيد الوطن الكبير، بل يبقيها مشرعة تشع بضياء الوفاء.


في كل جهات الوطن هناك صورة حب كبير لرجل عظيم، والصورة الأمثل التي ربما تبقى سرًّا وربما تتجلى جهرًا هي دعوات جداتنا وأمهاتنا.. تلك الأرواح الطيبة والقلوب الصافية النقية التي أخذ منها فقد الراحل الكبير ما أخذ من الدموع والأسى، لكنهن ترجمنها إلى دعاء في الصلوات والنجوات واللقاءات.. حقًا، حزننا جميعًا يلم شملنا في وطن لا يمكن أن يغادره “خليفة بن سلمان” روحًا وإن غادره جسدًا، والمصداق هو “الحب الحقيقي” في القلوب، بيد أننا حينما نشاهد أمهاتنا وجداتنا يقمن الصلوات ويتلون كتاب الله في ثواب الراحل الكبير، فلا مجال لسؤال في غير موضعه: “لماذا كل هذا الحب؟”، لأنهن ولأننا ولأنكم نملك الجواب، وندرك الغاية ونعرف السريرة التي غرس فيها “أبا علي” محبته في قلوب أبناء شعبه فهو الوالد والأخ والصديق والقريب الذي قضى عمره من أجلنا جميعًا، وغادر دار الدنيا وهو يوصي بنا خيرًا، واستقر في دار الآخرة ونحن نهدي روحه السلام والدعاء والصلاة ابتهالًا لله سبحانه وتعالى لأن ينعم عليه بأعلى درجات الجنان، وأوسع مراتب الرحمة والغفران.


جداتنا وأمهاتنا اللواتي بكين وما زلن يبكين بكاء الراجي من الله استجابة الدعاء، فقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره لا يرد، ولكل أجل كتاب، لكننا من هذه المشاعر، حين نرى الجميع في حالة دعاء ممزوج بدموع الوداع، ندرك أن الله جلّ وعلا أنعم علينا بنعمة المحبة بين الحاكم والمحكوم في رحاب “أسرة بحرينية متماسكة”، وقلوب الجدات والأمهات صادقة، تمامًا كما هي قلوب أجدادنا وآبائنا وقلوب جميع أبناء البحرين في إخلاصهم لفقيد الوطن وليس أعلى مرتبة هنا من الدعوات الصادقات.. والصورة ليست محددة في رسائلنا وتصاميم صورنا وصفحات تعازينا، وليست مغمورة بالحزن على قبر الراحل طيب الله ثراه.. لا.. ثمة سر لم يعد سرًّا.. إنه المقام الذي أراده لنا فقيدنا الغالي، والمكانة التي سخر عمره من أجل أن ننالها، وسنوات من سيرة عطرة سيبقى أريجها في قلوبنا جميعًا كلما لاح اسم رجل عظيم هو “خليفة بن سلمان”..


اللهم تغمّد “أبا علي” في واسع رحمتك وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعًا، لا سيما ذووه ومحبوه صبرًا وسلوانًا يرفع دواعتنا له بالنعيم ليكتب له رب العباد عنده مقعد صدق، واجعل في قبره النور والسرور.. اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية