العدد 4413
الجمعة 13 نوفمبر 2020
banner
الأمير خليفة بن سلمان.. فقيد أدمى قلوب الأمة
الجمعة 13 نوفمبر 2020

تعيش مملكة البحرين بقائدها العظيم المُبجَّل صاحب الجلالة الملك المفدى وبولي عهده الأمين وبعميد “أسرة الفقيد الغالي” الابن البار سمو الشيخ علي بن خليفة وبنجله الوفي سمو الشيخ سلمان بن خليفة وبابنته الكريمة وبأحفاده الكرام وبالأسرة الحاكمة وبالشعب المخلص الأبِيّ أياما حزينة مؤلمة.. فيها تُرفع لمقامهم جميعا حفظهم الله أسمى آيات التعازي والمواساة لرحيل علم من أعلام الدنيا الذي أحيا الضمير في حياة الإنسانية الحالمة.. وأعطى الحياة أملا وإشراقا تستضيء بنوره النفوس المسالمة.. وتتزود من فكره وفلسفته وحكمته وحنكته العقول المتعلمة..

فبكل ما تعنيه الكلمات النابضة في حياتنا، والمتضمنة الكثير من الحِكَم والمواعظ والأخلاق والدروس، فإن الحياة الحقيقية المليئة بحب الخير والبذل والعطاء هي العنوان والمعنى المراد والسند الذي يبقى ولا يزول، وتظل آثاره مطلوبة تهواها النفوس.. وكلما بعدت وغربت شمسها تبقى محببة تنشدها العقول، وتلوح تتألم لرحيلها الرؤوس.. ومهما صنع الإنسان في حياته واشتد قلقه، فإن رجليه مهما تاه ستدلُّهُ إلى ضوء الفانوس.. فمن كان لديه من الحكماء والقادة النبلاء “كأمير الضمير سيد العطاء الوفير” من الذين يؤجج في نفوسنا ابتعادهم ونغدو بغيابهم كسارى نصلي من جلوس.. فإن سيرتهم تبقينا نتلهف لاكتسابها دوما لتُقوِّي إيماننا وتحصِّننا وتحمينا من الهم والعبوس..

لقد كان وجوده الأبوي أعظم هدية في حياتنا ومسيرة عطائنا ونجاحاتنا المتواصلة، ورحيله قد أحدث فينا انتكاسة مفاجئة تمثلت في الدلالات والاعتبارات والتعبيرات التي ظهرت على وجوهنا طواعية، ولا يمكن الخروج عن إطارها النفسي الذي يعبر عن المشاعر ببراءة دون سابق إنذار، فإن تأثيرات الخبر الذي أربك الجميع لرحيل الأمير الإنسان العظيم إلى الرفيق الأعلى، هي شواهد حية على ما تحكيه وتحاكيه الأحاسيس النقية التي أبرمتها المشاعر البريئة الطبيعية لمحبيه..

لم يكن الخبر المؤلم الحزين والدامي لقلوبنا برحيله رحمة الله عليه مجرد خبر عابر أتى علينا ومن ثم انسحبَ.. ولم يكن هبوط الخبر على قلوبنا كاتما إياها من غير انفعال فيه الدمع قد انسكب.. بل أفقدنا رحيله معنى الحياة التي كنا نزهو ببقائه بيننا والدا مليئا بحنان الأب..

فسيرته العطرة قد امتلأت بالكثير من الأعمال الخيرة التي لا يمكن أن تسطرها الكلمات لما تحمله من كم كبير ومتنوع من القضايا الإنسانية والمشاريع التنموية، والتي لطالما كانت تحكي قصة حياة إنسان ثري بالعطف والرحمة على الضعفاء والمحتاجين، وستبقى تحكي عبر الزمان تاريخه المشرق والمشرف الذي أسسه في حياته ليرتفع معه إلى الملكوت الأعلى بعد وفاته رحمة الله عليه، فلم تهزه متع الحياة الدنيا أن يحقق أهدافه العادلة لوطنه ولأبناء وطنه على نهج الإسلام وبالعمل الصالح لوجه الله.

فمن يريد أن يتعلم من سيرته ويدخل في أعماق حياته الإنسانية والعلمية والثقافية والفلسفية، لكي يبدأ يخط قلمه في كتابة صادقة تعطيه حقه، فإنه سيحتار من أين يبدأ قبل أن يفكر إلى أي مدى ستتحول كلماته إلى شعر يشدوا به سماته وفضائله، بل إلى أين سينتهي به قلمه الذي سيحير ويحوم في فضاء خُلُقِه وأخلاقه، فلقد كان صاحب يد بيضاء وذا خير دائم معطاء، استثمرها بسخاء واضح مما أتاه الباري عز وجل في هذه الأرض الطيبة المبسوطة للبسطاء.. أرض مملكة البحرين التي نبع منها الضمير في يومه الكريم.. واستفرد ونال مكانة يغبطه بها كل محب للعمل الإنساني على أكمل تنظيم..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .